تمر القضية الفلسطنية بمرحلة جديدة وخصوصاً بعد اطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروعه الاقتصادي بتهجير شعب غزة الى طرف ثالث او اطراف عدة؟ الفلسطينيون ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة؟ لا ادعم بالضرورة عملية استيطان اسرائيلي في القطاع، هذا المشروع ما هو إلا خطاب الصهيونية الدينية. والذي يلتقي مع النزعة الاستعمارية الجديدة في المنطقة، ويساهم في ذلك المجموعة التوراتية العاملة حول الرئيس وفي البيت الأبيض، والخادمين تحت مظلة الحركة الصهيونية العالمية.
ان عملية ترحيل أهل غزة الى الاردن او مصر او الى اي مكان آخر هي تصفية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحدث تغييراً ديمغرافياً على الأمن الوطني ولذلك اثر طويل المدى على الاستقرار. وتحدث تغييرا ديمغرافيا في البنية السكانية. وهو ذو اثر طويل المدى على الاستقرار.
الرئيس الأميركي يريد استلام قطاع غزة بعد نهاية الحرب دون ارسال اي جندي أميركي ودون دفع اي دولار، لمشروعه الخيالي بان تكون سواحل غزة الريفيرا العالمية المتميزة الذي ينشدها كل انسان، اذن تتحدث عن صفقة تجارية.
اذن كما يقول ترامب انهم في الشرق الأوسط لديهم المال واستثماراتهم هي التي سوف تقول كلمتها اي البترودولار، بالاضافة لتدويل الاستثمارات وعليه تكون غزة ارضاً للبيع للعالم دون سكانها ويحتاج الأمر من ١٠- ١٥ سنة..
هذا المشروع ليس مشروعاً واقعياً ولا منطقياً، أو قانونياً او اخلاقياً مقبولاً ووجدنا ردود الفعل العالمية والعربية وحتى في الكونغرس لا تتفق مع هذا الطرح من خارج الصندوق.. هذا في منطق القانون الدولي والانساني هو تطهير عرقي لشعب يملك حقوقاً تاريخية وحضارية عبر الاف السنين، ولا بد يوماً من الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بأجمعه غزة والضفة الغربية معاً.
دعوني اخبركم السر في ما يجري.. هذا مخطط مرسوم منذ زمن بعيد لتصفية القضية الفلسطينية بصورة كلية ونهائية اذ تم تدمير كل شيء بالقطاع، بحيث يصبح غير صالح للحياة، ومن فعل ذلك الولايات المتحدة واسرائيل وغيرهم ممن دعم اسرائيل في العام الماضي بحرب غزة، فيظهر البعد الانساني والاخلاقي في ضرورة مساعدة هذا الشعب المنكوب وترحيله الى بلاد أخرى من أجل أن يعيش بكرامة وحضارة جديدة وينسى فلسطين، وبعدها التوجه للمخيمات الفلسطينية وتدميرها وتشريد اهلها كما حصل في جنين وطولكرم... وبالتالي انهاء كل شكل من أشكال المقاومة والمعار?ة لوجود الاحتلال. والمعادلة الثانية هي انهاء وجود الاونروا كمنظمة دولية لرعاية اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في الداخل والخارج، وبذا يكون انهاء حق العودة: من خرج من فلسطين لا يجوز له ان يعود اليها ويتم توطينهم في الدول التي يعيشون فيها، والمعادلة الثالثة تتجه لضم أراضي الضفة الغربية والتوسع في المستوطنات لقضم الأراضي في الضفة تدريجياً وفرض امر واقع جديد الأرض لأن اسرائيل لا تريد ان تتعامل مع التاريخ. والمعادلة الرابعة، ضعف السلطة الوطنية والانقسام الفلسطيني عامل استغل لدعم المشروع الاسرائيلي، والمعادلة ال?امسة، أن من تبقى في الضفة بعد الخلاص النهائي من غزة وسكانها يرضخ للقانون الاسرائيلي بالكامل وعليه يكون المخطط المرسوم من الحركة الصهيونية ان فلسطين من البحر الى النهر دولة اسرائيل كمرحلة تاريخية، اخذين بعين الاعتبار ان كل معادلة فيها متغيرات ومؤثرات عديدة وشائكة.
يقول نتنياهو "إن شعب اسرائيل ينهض كما الأسود وزئير الأسود هو الذي يسمع في كل الشرق الأوسط".. بالطبع منتهى الغطرسة والغرور وكيف لنا ان نتعامل مع هكذا شخصيه؟ ابادة جماعية وتطهير عرقي لمن (للحيوانات البشرية) هكذا نوصف! والدولة الراعية للديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة تريد ارسال مليون ونصف المليون من ديارهم الى المجهول.
المطلوب تفريغ اكبر قدر من أهل فلسطين من ديارهم وتسلم الأرض لدولة اسرائيل وبذا يتم تصفية القضية الفلسطينيه كاملاً، ويبقى اهالي وسكان مناطق أ و ب وتعطى نوعاً من الحكم الذاتي وعليه لا دولة فلسطينية مستقلة، لأن قيامها يعني تهديداً للأمن الاسرائيلي وفي هذا الصدد يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يمكن لي ان اوقع على دولة تهدد أمن اسرائيل. فيما يتعلق بالرئيس الاميركي فهو ينظر ان الخطر قادم من غزة وبالتالي ترحيل السكان هو الحل الأولي للبدء بمساره ومشروعه الذي يقوم على الاتفاقات الإبراهيمية مع بقية الدول العربية السب? الباقية وبالنتيجة تصبح اسرائيل مقبولة بالمنطقة وجزءاً منها وتمنح الأفضلية والسيطرة للهيمنة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية وهي السهم المتقدم لخدمة المصالح الاميركية في المنطقة، هذا المعادلات المتوقعة التحقق في قادم الايام وهي معادلات صعبة ودقیقة ویتیم تنفيذها تدريجياً لتفتح الباب لمرحلة اوسع واكبر.
الرأي