*
الجمعة: 07 فبراير 2025
  • 07 فبراير 2025
  • 13:25
ابو الحسين في ذكرى الحسين!

خبرني - كتب علي احمد الدباس :

في كل ذكرى لوفاة الحسين رحمه الله كنا نكتب عن هذا الملك الإنسان ؛ الذي عبر بالأردن خلال نصف قرن من حكمه إلى بلد يمتلك اكبر رصيد من الموارد البشرية المؤهلة في المنطقة ؛ وشعب يمتلك اعلى مخزون من الكرامة الوطنية والعزم … بمعجزة نستحق ان نصر على التاريخ ان يكتبها …. فهذا البلد نهض نهضة تعليمية كبيرة في عقود حكمه الخمسة مقارنة بدول المنطقة وتحول تحولاً كبيراً!

اليوم لن نكتب عن الحسين وقدراته السياسية التي أبهرت العالم ؛ ولا عن شخصه الذي أسر حتى ألد اعدائه ؛ وإنسانيته التي جعلت من تسامحه مفتاحاً لحكمه وعنوانا لتجاوز الأزمات …. فالظروف التي تحيط بالأردن اليوم تجعلنا نكتب عن البيعة في يوم الوفاء والبيعة  

اليوم يمر الأردن بأدق الظروف السياسية في عهد الملك عبدالله الثاني ؛ واصبح الواجب الوطني قبل اي التزام آخر يفرض على الجميع الالتفاف خلف عبدالله الثاني الذي تمرس في الحكم لأكثر من ربع قرن ؛ لم تكن سهلة أبداً لكنها لم تكن ايضا بصعوبة هذه المرحلة الجديدة التي بدأت بتصريحات مجنون يقود أقوى دولة في العالم تستهدف الأردن نفسه!

اليوم نكتب للملك عبدالله … مبايعين على نفس العهد الذي بايع آباؤنا وأجدادنا عليه الحسين رحمه الله : بيعة الكرامة الوطنية … بيعة الوقوف بوجه الظلم … بيعة الثبات على الحق … بيعة لا نكوص فيها ولا تراجع عنها ما دام الأردن صاحب موقف ثابت على الحق!

نثق بقدرة الملك وتأثيره وإقناعه في التأثير بدوائر صنع القرار سواء في واشنطن او في عواصم العالم الأخرى ؛ فملكنا مُبهر في حجة الإقناع في كل حديث له بالمحافل الدولية … ورغم ان العاصفة التي أعلنها ترمب عنيفة جدا … إلا اننا جربنا معارضة الملك لصفقة القرن في ولاية ترمب الاولى وقال لا بالخط العريض وقاطعه ترمب إلى نهاية الولاية….

واذا كان ترمب قد لوح بالضغط الاقتصادي على الأردن ووقف المساعدات من يومه الاول للقبول بعروضه وصفقاته الجديدة …. فقد قالها عبدالله الثاني انه لن يقبل بالتهجير وان القدس خط احمر  ( طالما شعبي معي ) … وعليه نجدد البيعة اليوم وهو ينهي ٢٦ عاما من الحكم …. فالأردنيون كلهم بوصلتهم فلسطين ولا بوصلة غيرها لنا !

على الحكومة ان ترفع من حجم التعبئة الشعبية ؛ وتقوم بتوعية الناس عن القادم … ولنا في درس حرب الخليج الثانية عبرة مهمة حين التفّ الناس قاطبة من شتى الأصول والمنابت ومن مختلف التيارات الفكرية خلف الملك الحسين على ثبات الموقف الوطني في رفض التدخل الاجنبي في البلاد العربية ويا ليت العرب سمعوا للحسين يومها … فمنذ ذلك اليوم لم ترحل القوات الاجنبية ابداً!

ترمب بيده عصا المساعدات الاقتصادية يلوح بها … لكن بيدنا الكثير ايضاً ؛ فأمريكا لها مصالح كثيرة مع الأردن لا تبدأ بالتعاون الاستخباري والأمني في منطقة ملتهبة … ولا تنتهي بالقواعد الأمريكية في الاردن …. واذا كنا قد عارضنا وجودها منذ البداية إلا ان ذلك لا يلغي كونها ورقة ضغط معاكسة يمكن التلويح بوقف اتفاقياتها في اي لحظة يتجاوز فيها الضغط على الأردن حد الاحتمال !

لدينا اليوم مؤسسات من الممكن ان تتبادل الأدوار ؛ فمن مجلس نواب منوع و قادر على التشويش ؛ إلى مجلس أعيان يمتلك من الخبرات السياسية الكثير ؛ ولدينا رئيس وزراء متحمس ربما يحتاج إلى تطعيم حكومته بشخصيات مشهود لها بالثقة الشعبية في هذه المرحلة بالذات … ولدينا وزير خارجية متمرس … فيما لدينا ايضاً جيش قوي واجهزة امنية ضليعة بالخفايا … كل ما نحتاجه اليوم هو تمتين الجبهة الداخلية ورفع منسوب الثقة بين المواطن والدولة ! على الدولة ان تثق ان المواطن كرامته بالدرجة الاولى وعلى المواطن ان يشعر بثقة ان الدولة ليست رخوة ولا كرتونية !

في تاريخ الاردن دروس وعبر كثيرة حول كيفية اجتياز الأزمات السياسية الكبرى ؛ كلها كانت كلمة السر فيها التفاف الناس خلف القيادة صفاً واحداً … وكلها كانت تقوم على إصلاحات ومصالحات في البيت الداخلي لا بد منها بين الفينة والأخرى لضمان هذا الالتفاف الشعبي !

اليوم نحن مع عبدالله الثاني في الحراك القادم … مجددين عهد البيعة فالأردن لم يكن ابداً يوماً هامشياً … ومواقفنا ندافع عنها بكبرياء لأن لا خيانة فيها … فلسطين قضيتنا وستبقى … ومع ان شعب فلسطين البطل قادر على افشال الصفقة بصموده في ارضه الذي لا تشكيك فيه … إلا ان علينا ايضا واجب الإسناد  بالرفض والتمكين ! رفض العروض المغرية وتمكين الناس في ارضهم بفزعة الاخوة والدم!

مواضيع قد تعجبك