*
الاربعاء: 05 فبراير 2025
  • 05 فبراير 2025
  • 16:17
تصريحات ترمب حول غزة.. هل قابلة للتنفيذ؟

خبرني - أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، عددا من المشكلات في الخارج والداخل، بسبب أفكاره حول الشرق الأوسط "التي بدت غير متماسكة".

ويعد حديث ترمب عن إمكانية "تطهير" سكان غزة الفلسطينيين ونقلهم إلى مصر والأردن، هو بالأساس فكرة تداولها اليمين الإسرائيلي منذ فترة طويلة.

فمنذ عام 1967، عندما استولت القوات الإسرائيلية لأول مرة على قطاع غزة، الذي كان في ذلك الوقت تحت الحكم العسكري المصري، أثار المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون بشكل دوري فكرة إعادة توطين سكان القطاع في مصر، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية.

وأشار التقرير إلى أنه تم طرح هذه الفكرة مؤخرا في ورقة مسربة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية التي تعد الدراسات والأوراق السياسية، بعد أسابيع قليلة من الحرب في غزة.

وأوصت ورقة "المفاهيم" تلك بأن تقوم إسرائيل "بإخلاء السكان المدنيين إلى سيناء" ثم إنشاء "منطقة معقمة تمتد لعدة كيلومترات... داخل مصر" من أجل منع العودة.

موقف مصر والأردن

لكن هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ، لأن مصر أعلنت منذ فترة طويلة رفضها التام لأي جهود من جانب إسرائيل لتفويض مشكلة غزة إلى القاهرة، سواء من خلال النقل القسري للسكان أو غير ذلك.

ويعيش آلاف الفلسطينيين في مصر، في حين يعد الأردن موطنا بالفعل لعدة ملايين من الفلسطينيين.

ويرفض كلا البلدين وغيرهما من الدول العربية فكرة نقل الفلسطينيين من غزة إلى إليهما.

كما تدرك مصر والأردن أن الفلسطينيين الذين شردتهم إسرائيل في الماضي، سواء إلى الأردن أو لبنان أو سوريا أو غزة، وخاصة أثناء حرب 1948، لم يعودوا إلى ديارهم.

وخلال ولايته الأولى، روج اليمين المتطرف في إسرائيل شائعات مفادها أن إدارة ترامب كانت تضع خطة لمنح الفلسطينيين أرضًا في سيناء كنوع من التعويض عن السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية ووضع حد لحلم الدولة الفلسطينية، وذلك وفقا لما كتبه أمير تيبون في صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الإثنين الماضي.

انتقادات
واعتبر تحليل "الغارديان" أن تصريحات ترامب مخالفة للقانون الإنساني الدولي الذي يمنع التهجير القسري، كما أنها محيرة وتشير إلى أن الرئيس الأمريكي لا يملك سياسة متماسكة للشرق الأوسط.

كما أن طموح ترامب لإبرام صفقة كبرى ترتكز على تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، يواجه بالفعل رياحًا معاكسة تتمثل في إصرار الرياض على تحرك كبير نحو إقامة دولة فلسطينية، وبالتالي فإن أي شيء يُنظر إليه على أنه تطهير عرقي واسع النطاق لغزة سيكون بمثابة كسر للصفقة.

وقوبلت تصريحات ترامب برفض فوري من عدد من دول العالم، مثل ألمانيا حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن برلين تتشاطر وجهة نظر "الاتحاد الأوروبي وشركائنا العرب والأمم المتحدة، بأنه لا ينبغي طرد السكان الفلسطينيين من غزة ولا ينبغي احتلال غزة بشكل دائم أو إعادة استعمارها من قبل إسرائيل".

وداخل الولايات المتحدة أيضا، أثبتت تعليقات ترامب أنها "سامة"، بحسب تعبير "الغارديان" التي نقلت عن الدكتور بشارة بحبح، الرئيس الوطني لمنظمة "العرب الأمريكيين من أجل ترامب" قوله "ترفض المنظمة بشدة اقتراح الرئيس دونالد ترامب بإبعاد الفلسطينيين في غزة طواعية أو قسراً إلى مصر والأردن".

وختمت الصحيفة البريطانية تحليلها بالقول إنه إذا كان هناك شيء واحد مؤكد، فهو أن هذه الفكرة سواء كانت مزروعة في رأس ترامب، أو ظهرت فجأة، فهي تتعارض بشكل مباشر مع أي خطة سلام موثوقة في الشرق الأوسط.

مواضيع قد تعجبك