*
الثلاثاء: 04 فبراير 2025
  • 04 فبراير 2025
  • 21:13
رسوم قناة بنما تشتعل.. ترمب وحده ليس السبب

خبرني - ارتفعت تكلفة استخدام قناة بنما في السنوات الأخيرة بشكل مفرط، لتزيد من الأزمات التي تحيط بالفعل بالقناة المائية حالياً.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، تقول شركة تشغيل القناة إن الجفاف والاستثمارات في التطوير والطلب الكبير من بين الأسباب.

ولكن إذا نجح ترامب في انتزاع رسوم أقل من قناة بنما، فإن المستهلكين الأمريكيين قد لا يشعرون بفارق كبير، لأن تكاليف القناة تشكل جزءا صغيرا فقط من تكلفة البيع بالتجزئة لمعظم السلع التي تمر خلال استيرادها عبر القناة.

وخلص أحد التحليلات إلى أن المرور عبر القناة، يضيف على سبيل المثال، 10 سنتات إلى تكلفة ماكينة صنع القهوة.

ولم تكن رسوم الشحن في قناة بنما تشكل مشكلة كبيرة حتى أثار ترامب المسألة العام الماضي.

وبالإضافة إلى تسليط الضوء على تكاليف استخدام القناة، فإن السياسيين الأمريكيين لديهم الآن مخاوف أمنية تتعلق بالقناة.

ويشيرون إلى أن الصين قامت باستثمارات ضخمة في البنية التحتية في بنما وأن شركة من هونغ كونغ تدير الموانئ في طرفي القناة على المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.

وبدا أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال زيارته إلى بنما يوم الأحد، يسعى إلى تصعيد تلك المخاوف الأمنية مع زعيم بنما.

في الوقت نفسه، تقول "نيويورك تايمز"، أنه ليس للصين أي دور في تشغيل القناة، فمهمة التشغيل تقوم بها هيئة قناة بنما، وهي وكالة بنمية.

وقامت الولايات المتحدة ببناء القناة في أوائل القرن العشرين، باستخدام عمال من منطقة البحر الكاريبي في الغالب، ثم تنازلت عنها لبنما في عام 1999 بشرط أن تكون محايدة.

وقال ترامب إن هذه الخطوة، بموجب معاهدة عام 1978، كانت خطأ فادحا من جانب الولايات المتحدة، ورفض استبعاد استخدام القوة العسكرية لاستعادة الممر المائي الحيوي للملاحة والتجارة العالمية.

وردًا على ذلك، أعلن رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو مؤخرًا، أن "القناة هي قناة بنما وستظل كذلك"، وأكد يوم الأحد بعد لقائه بالسيد روبيو، "ليس هناك شك في أن القناة تديرها بنما وستستمر في ذلك".

وتعتبر القناة ذات أهمية حيوية للاقتصاد الأمريكي لأنها تسمح بطريق أقصر بين الساحل الشرقي وآسيا من السفر عبر المحيطين الأطلسي والهندي، حيث تمر 40% من حركة الحاويات في الولايات المتحدة وكميات كبيرة من صادرات الطاقة الأمريكية عبر القناة على متن سفن تدفع رسوم المرور لاستخدامها.

وفي محاولة للكشف عن حجم الرسوم ومدى تطوره، رفضت هيئة القناة طلبات من "نيويورك تايمز"، للحصول على قائمة الرسوم بالقناة عب التاريخ أو أي تعليق آخر.

رغم ذلك، تكشف سنويا الهيئة المشغلة للممر المائي، عن مقدار ما تجمعه من السفن التي تستخدم القناة، في 12 شهراً، حتى سبتمبر/أيلول 2023، وفقاً لأحدث الأرقام المتاحة، بلغت الرسوم ورسوم الخدمة 4.8 مليار دولار، أي أعلى بنسبة 62% عن السنوات الخمس السابقة لهذا التاريخ.

وعلى مدى تلك الفترة، ارتفعت عدد الرحلات عبر القناة بنسبة 2% فقط، إلى 14080 رحلة مقارنة بـ13795 رحلة في عام 2018.

ونتيجة لذلك، جمعت القناة في عام 2023 ما معدله 341 ألف دولار لكل سفينة، مقارنة بـ 215 ألف دولار في عام 2018 -وهو ما يمثل زيادة بنسبة 59%.

إلى أين تذهب عائدات قناة بنما؟

وتقول "نيويورك تايمز"، أن عائدات القناة، تؤول في النهاية إلى بنما، في حين يتم إعادة استثمار البعض الآخر منها في القناة.

وتعتمد الحكومة البنمية على المدفوعات الكبيرة من القناة، حيث تلقت مؤخراً مساهمة من عائدات القناة بلغت نحو 2.5 مليار دولار، لكن هيئة القناة تحتاج أيضًا إلى المال للاستثمارات التي تضمن حسن سير عمل القناة.

وقد أجبرت حالات الجفاف السلطات في بعض الأحيان على خفض عدد السفن التي تستخدم القناة كوسيلة للحفاظ على المياه، وللقيام بذلك تستهلك أقفال القناة كميات هائلة من المياه.

 وتشير التقديرات إلى أن مرور سفينة واحدة يستهلك كمية من المياه تعادل ما يستهلكه نصف مليون مواطن بنمي في يوم واحد، وتعمل الهيئة على مشروع يهدف إلى توفير مصدر آخر للمياه تعتمد عليه القناة، هذا المشروع قد تصل تكلفته إلى ما يصل إلى 1.6 مليار دولار.

كما تصرفت الهيئة بذكاء للحفاظ على الإيرادات خلال الأوقات الصعبة، فجمعت المزيد منها عندما تم تقليص الممرات خلال الجفاف الأخير.

وكان الشاحنون الذين كانوا يكافحون من أجل تأمين مكان لهم على استعداد في بعض الأحيان لدفع ملايين الدولارات في مزادات خاصة.

وبما أن نحو 70% من حجم البضائع التي تمر عبر القناة تبدأ أو تنتهي في الموانئ الأمريكية، فإن الأمريكيين سوف يستفيدون إلى حد ما من انخفاض رسوم المرور في القناة، ولكن التوفير قد لا يشكل سوى جزء صغير من تكلفة بيع المنتج بالتجزئة.

ويقدر غوداه ليفين، رئيس الأبحاث في منصة فريتوس الرقمية لشحن البضائع عبر الإنترنت، رسوم قناة بنما للسلع الاستهلاكية الفردية، بنحو 11 دولاراً لشحن الثلاجة فرنسية الباب المستوردة في أمريكا على سبيل المثال، والتي تباع بأكثر من ألف دولار، وما لا يقل عن 10 سنتات بالنسبة لماكينة صنع القهوة التي يبلغ سعرها نحو 40 دولاراً.

وتبلغ تكلفة شحن حاوية كاملة من شرق آسيا إلى ميناء على الساحل الشرقي حوالي 6600 دولار، وتمثل رسوم القناة حوالي 4% من هذا المبلغ، وفقًا لشركة فريتوس.

وقال السيد ليفين، "لا أعتقد أن العديد من الأشخاص في الصناعة يشيرون إلى رسوم القناة كنوع من محرك التكاليف المرتفعة للشاحنين".

مواضيع قد تعجبك