خبرني - في خطوة قد تحدث تحولاً في علاج الاكتئاب، أظهرت دراسة حديثة أن استخدام مكملات الكرياتين إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي قد يساعد في تحسين أعراض الاكتئاب بشكل كبير.

الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعًا في العالم، حيث يعاني منه حوالي 280 مليون شخص حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ورغم أن العلاجات المتوفرة مثل الأدوية والعلاج النفسي تعتبر فعالة للبعض، إلا أن هناك نسبة كبيرة من المرضى لا تجد تحسنًا كبيرًا أو تتوقف عن العلاج بسبب آثار جانبية أو نقص الفعالية.

وفي دراسة جديدة، استكشف الباحثون تأثير إضافة مكمل الكرياتين إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو نوع من العلاج النفسي الذي يهدف إلى تعديل أنماط التفكير والسلوك لدى المرضى.

قد يساعد الكرياتين في تعزيز فعالية العلاج النفسي عبر تحسين الوظائف الإدراكية والسلوكية، بالإضافة إلى تأثيره المضاد للاكتئاب.

خلال الدراسة، تم تجنيد 100 شخص يعانون من اكتئاب خفيف إلى حاد في الهند، والذين لم يتناولوا أي أدوية مضادة للاكتئاب لمدة لا تقل عن 8 أسابيع.

وبعد تقييمهم من خلال مقياس اكتئاب، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تناولت 5 غرامات من الكرياتين يوميًا، بينما تناولت الثانية نفس الجرعة من النشا كدواء وهمي. وتلقى الجميع العلاج السلوكي المعرفي مرتين في الأسبوع.

بعد 8 أسابيع، أظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت الكرياتين شهدت تحسنًا كبيرًا في درجات الاكتئاب، حيث انخفضت درجاتهم إلى 5.8، مما يشير إلى اكتئاب خفيف، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي انخفضت درجاتهم إلى 11.9 فقط، أي اكتئاب معتدل.

تعليقًا على النتائج، قال برنت كيوس، من جامعة يوتا: "يبدو أن هذا تأثير كبير للكرياتين، وهو شيء يشعر به المريض بوضوح من حيث الرفاهية". وأضاف أن الكرياتين كان آمنًا ومتحملًا بشكل جيد من قبل المشاركين.

ومع هذه النتائج، تشير الدراسة إلى أن الكرياتين قد يكون وسيلة فعالة لزيادة تأثير العلاجات المضادة للاكتئاب، على الرغم من الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر وأكثر تنوعًا لتأكيد فعاليته بشكل كامل. إذا كانت هذه التجارب تؤكد النتائج، فقد يصبح الكرياتين إضافة هامة في استراتيجيات علاج الاكتئاب المستقبلية، خاصة أنه يعد من المكملات منخفضة التكلفة.