خبرني – رصد
تشهد الساحة الدولية تحركات متسارعة تهدف إلى جذب مولدوفا إلى دائرة النفوذ الغربي، سيما بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
هذه التحركات، التي تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن منطقة الشرق الأوسط، وفق مراقبين، تحمل تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والاقتصادي في المنطقة>
وحسب المراقبين، تحاول الدول الغربية بشكل مستمر تحريك الأوراق السياسية في شرق أوروبا، حيث تسعى لتوسيع نطاق نفوذها في مولدوفا.
ويأتي ذلك في إطار سياستها المناهضة لروسيا، إذ تهدف إلى خلق مزيد من الضغوط على موسكو، في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا. ويعتبر هذا التحرك خطوة إضافية في تصعيد الأزمة الدولية، مما يفتح بابًا لتهديدات جديدة قد تتسارع في حال اندلاع أي صراع مسلح في أوروبا.
وفي المقابل، حسب المراقبين، ورغم أ، مولدوفا ليست جارة مباشرة للشرق الأوسط، إلا أن هذا التصعيد يعزز من مخاوف وقوع صراع في أوروبا، وهي مسألة تؤثر على العديد من القضايا العالمية التي تتجاوز القارة الأوروبية.
وحسب المراقبين، من المتوقع أن تخلق المنطقة الجديدة نقطة توتر إضافية قد تمتد تداعياتها إلى منطقة الشرق الأوسط، بما يشمل زيادة الهجرة، وارتفاع تكاليف المواد الأساسية، وتأثيرات سياسية قد تمس استقرار بعض الدول.
ومن البديهي، ان أي تصعيد عسكري جديد في أوروبا سيشكل تهديدًا حقيقيًا لسلاسل الإمداد العالمية، التي تعتمد عليها العديد من الدول، بما في ذلك الدول العربية في الشرق الأوسط. فالأزمة الأوكرانية وما خلفته من اضطرابات في الإمدادات الزراعية والطاقة قد أظهرت هشاشة النظام الاقتصادي العالمي. ولذلك، فإن أي حرب جديدة في أوروبا ستؤدي إلى مزيد من تعطيل حركة التجارة الدولية، وزيادة أسعار المواد الأساسية التي تعتمد عليها المنطقة.
ومن أبرز تداعيات هذا التصعيد الأوروبي ، وفق المراقبين، تأثيره الكبير على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني أصلاً من مشكلات اقتصادية مزمنة نتيجة للصراعات المستمرة في المنطقة.
وفي ظل الأزمات المستمرة في دول مثل سوريا واليمن، تواجه المنطقة تحديات ضخمة في تأمين المواد الغذائية الأساسية. كما أن تدهور سلاسل الإمداد قد يؤدي إلى تقلبات أسعار الغذاء، مما يزيد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود.
وتضيف الأزمات المستمرة في الأراضي الفلسطينية، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة، إلى التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال الأمن الغذائي. فمع تزايد هذه الضغوط، تصبح منطقة الشرق الأوسط في مواجهة أزمات متعددة تتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا للحد من تأثيرات هذه الأزمات على الأمن الغذائي.
ويختم المراقبون بأن التوترات الأوروبية وتداعياتها على الشرق الأوسط قد تتسبب في تأثيرات سلبية على المنطقة بأسرها. ولتفادي تفاقم الأوضاع، يتعين على الدول المعنية العمل على إيجاد حلول سلمية لحل النزاعات، والتركيز على تعزيز الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي في الشرق الأوسط.