*
الجمعة: 24 يناير 2025
  • 23 يناير 2025
  • 18:34
دراسة تكشف فقدان (جيل Z) لمهارات الكتابة اليدوية

خبرني  - كشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة ستافنجر بالنرويج عن نتائج مقلقة تظهر أن حوالي 40% من الجيل Z، الذين وُلدوا بين أواخر التسعينيات وأوائل الألفينيات، يفقدون مهارات الكتابة بخط اليد، وهي مهارة جوهرية كانت جزءاً أساسياً من تفاعل البشر لما يزيد عن 5500 عام.

هذه النتائج الصادمة للدراسة سلطت الضوء على التغيرات السريعة في سلوكيات الأفراد التي يُعتقد أن السبب الرئيسي وراءها هو الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، بحسب تقرير موقع news9live.

 

تأثير التكنولوجيا على التواصل

لقد تركت وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بصمة عميقة على الحياة اليومية، وظهر ذلك جلياً في طريقة تواصلنا مع الآخرين، لكن بالنسبة للجيل Z، الذين نشأوا في بيئة رقمية بالكامل، أصبحت الحدود بين العالم الواقعي والافتراضي غير واضحة، مما أدى إلى تغييرات كبيرة وعميقة في طرق تواصلهم.

ووفقاً للدراسة، فإن الكتابة اليدوية التي كانت تمثل جزءاً رئيسياً من التفاعل البشري أصبحت تواجه خطر الاندثار، لأن الإنترنت، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، غيّرت مفهوم الكتابة، حيث أصبحت الاختصارات والرموز التعبيرية الوسيلة المفضلة للتواصل.

وأشارت الدراسة إلى أن التغيرات لا تقتصر على التواصل غير الرسمي فقط، بل تمتد أيضاً إلى المؤسسات التعليمية، فمع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم، أصبحت الملاحظات الرقمية والمحتوى الإلكتروني يحل محل الكتابة اليدوية التقليدية، وهذا التحول يقلل من فرص ممارسة الكتابة اليدوية، ما يؤدي إلى تراجعها بشكل تدريجي.

 

أهمية الكتابة اليدوية

تشير الأبحاث إلى أن الكتابة اليدوية تلعب دوراً أساسياً في تطوير المهارات الحركية الدقيقة وتحفيز الذاكرة لدى الأطفال. ولكن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعطي الأولوية للسرعة والاختصار، لا تتيح تطوير هذه المهارات بالشكل الكافي.

وعلى الرغم من أن التواصل السريع عبر الرسائل النصية أو الرموز التعبيرية قد يبدو مناسباً في بعض المواقف، إلا أن هذه العادات لا تُعوض مهارات التواصل التقليدي، ففي الحياة المهنية والحياتية، لا تزال الكتابة والتعبير الكامل هي الأساس.

لذلك حذرت الدراسة من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى نتائج سلبية على الأجيال القادمة، فقد يتسبب ذلك في تراجع المهارات الاجتماعية والتواصلية، ويفقد التعليم قوته في تطوير مهارات الإبداع والتعبير. ودعت الدراسة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل المؤسسات التعليمية ومنصات الإنترنت لمعالجة هذه المشكلة قبل أن تصبح أضرارها غير قابلة للإصلاح.

 

مواضيع قد تعجبك