*
الثلاثاء: 21 يناير 2025
‏كلمات للباشا وليد عبيدات ..النطاسي البارع وأيقونة الطب
  • 2024-09-25- 11:27

كتب: يزن عبيدات 

‏في هذا الصباح الذي يعج بعبق المجد والياسمين، كما في كل صباح، تتعطر الكلمات وتتلألأ الحروف عند ذكر هذه الشخصية الرفيعة. الفخر يغزل عباءته الأجمل، مكللة بأكاليل الوقار والعظمة، تفوح منها رائحة الزهور، تعبيراً عن بهجة العطر الجميل. تتزاحم كلمات المحبة والود، وعبارات الاحترام والثناء، لتنال شرف ذكر هذا الاسم العذب، فيما تفتخر قصص النجاح والتميّز بأنك عنوانها الخالد. فأنت الطيب البهي، ورائد التميز، الذي تطرب الحياة بذكرك وبسيرتك العطرة. وبينك وبين الزهور علاقة دائمة تتجدد، فأنت الأجمل والأروع، وأنت الحب الذي لا يشيخ ولا يهرم.

‏من  حرثا الشامخة بأعمدة أبيلا الضاربة في التاريخ انطلقت مسيرة التميز وبداية رحلة النجاح العلمي والعملي، مروراً بإربد، عروس الشمال ، ووصولاً إلى القلب النابض، بغداد، التي كانت تواكب العلم مع لندن في ذاك الزمن. حصلتَ بتميز على شهادة الطب والجراحة من جامعة بغداد، ثم التحقت بركب الشجاعة والرجولة " الجيش العربي في الخدمات الطبية الملكية " كضابط مقدام ومتميز بالعلم والأخلاق.

‏تواصل النجاح بسرعة، لتحصل على شهادات التخصص في الباطنية العامة وأمراض الجهاز الهضمي والكبد من بريطانيا ثم تابعت مسيرتك العملية والعلمية، لتحقق المزيد من الإنجازات وتحصد الشهادات الفخرية من أعرق الجامعات والمعاهد الطبية العالمية.

‏لم تقتصر عطاءاتك على الجانب الطبي فقط، بل قمت بتدريس أجيال من الأطباء الذين باتوا اليوم ينتشرون في المؤسسات الصحية، داخل الأردن وخارجه. كنت قائداً في صناعة القادة، مكتشفاً لقدراتهم، لأنك تؤمن أن القمة تتسع للجميع. عملت في ميادين الطب والإنسانية، وكنت جزءاً من الفريق الطبي الأول الذي قام بزراعة الكبد في الأردن، في مدينة الحسين الطبية. وبعد تقاعدك برتبة لواء، تابعت رسالتك الإنسانية في القطاع الخاص، تاركاً بصمتك في عياداتك الخاصة وفي مستشفيات العاصمة عمان.

‏أمام هذه المسيرة العلمية المكللة بالنجاح، نقف فخورين لرفع القبعات احتراماً وتقديراً لشخصك الكريم. فقد عرفناك الطبيب الإنسان، المتواضع الراقي الذي زادته الرتب والمناصب وقاراً ومحبة. الجميع يعرفك كأخ حنون وصديق صادق، وكريم بكل ما تملك من علم ومعرفة. فكم نحن محظوظون بك، وكم أضأت حياتنا بحضورك.

‏أنت ابن هذا الوطن، الذي أخلصت له بكل عطاءك وعلمك. عشقته وخدمته في كل مواسمه وسهوله وجباله، ولم تبخل عليه يوماً. وها هو عطاءك لا يزال مستمراً، محفوراً في ذاكرة هذا الوطن الجميل وأهله بأحرف ثابتة وراسخة . فكم أعطيت بصمت، وكانت نجاحاتك تصنع الضجيج وما جعلك هكذا ليس الحظ أو الفرص، بل رضا الله وتوفيقه ، ورضا الوالدين ودعاءهم بالسداد والصلاح ، وإرادتك الصلبة وعزيمتك القوية. إنك الشجرة اليانعة التي يدل عطر زهرها على وجودها .

‏أخيراً، الحديث عن أمثالك بحرٌ لا ينضب، وجواهر الكلام لا تنتهي. لك منا كل التقدير والاحترام، مع دعاءنا الخالص أن يمنّ عليك الله بالصحة والعافية، وأن يمد الله بعمرك لكي يستمر عطاؤك لخدمة البشرية، وأن يجزيك الله خير الجزاء ⁦‪

مواضيع قد تعجبك