خبرني - تحظى مسألة منح الهاتف الذكي للأطفال بنقاشات متعددة بين الآباء، وسط اقتناع شريحة كبيرة منهم، بأنها تشكل تأثيراً سلبياً على الصحة العقلية للأطفال.
ووفقاً لدراسة نشرها Sapien Labs، فإن الصحة العقلية لصغار السن كانت أسوأ كلما حصلوا على هاتف ذكي في عمر أبكر. واعتمدت الدراسة على بيانات من 27.9 ألف شخص، يتراوح متوسط أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عاماً على مستوى 41 دولة.
ويشعر %42 من الأولاد، الذين يبدؤون في استخدام هاتفهم الذكي الأول في سن ست سنوات بالقلق والمعاناة، وينخفض هذا العدد إلى %36 بالنسبة لمن يحصلون على أول هاتف، وهم في سن الـ18 عاماً.
لكن في الوقت نفسه، أصبحت الهواتف الذكية جزءاً ضرورياً من حياة الأشخاص اليومية، في عالم أصبح متصلاً بالإنترنت بشكل متزايد، ووسط رغبة المزيد من الآباء بمنح الهاتف لأبنائهم، بحيث يتمكنوا من تتبعهم والتواصل معهم.
وقال الباحث العلمي في كلية ليونارد إن ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، زاك راوش، إنه من المهم إبقاء الهواتف الذكية بعيداً عن الأطفال قبيل سن المراهقة.
وأضاف، في تصريحات لـ CNBC Make It، نرى أنه من الأنسب تأخير استخدام الهواتف الذكية حتى سن 14 عاماً، ومواقع التواصل الاجتماعي حتى سن 16 عاماً.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الأكاديميين والعلماء لا يزالون غير مقتنعين بأن هناك علاقة سببية بين الهواتف الذكية وضعف الصحة العقلية.
وفي هذا الصدد، قال أستاذ علم النفس كريستوفر فيرجسون إن تلك المخاوف هي أحد أنواع الذعر الأخلاقي، الذي يجعل كبار السن يفزعون من التكنولوجيا الجديدة غير المألوفة.
◄ لماذا عمر 14 عاماً هو الأنسب؟
وبالنسبة لراوش، فإنه يريد استبعاد استخدام الهاتف في فترة التعليم المتوسط، لأنها فترة البلوغ المبكر، حيث يكون الشخص حساساً للغاية وغير آمن.
ويتراوح أعمار الأشخاص في فترة الدراسة المتوسطة ما بين 11 عاماً و14 عاماً.
كما أشار إلى أن الطلاب في الصف السابع، وعادة ما تتراوح أعمارهم ما بين 12 عاماً و13 عاماً، يشهدون أكبر قدر من التنمر مقارنة بأي فصل آخر، لذلك فإن تأخير استخدام الهواتف الذكية يمنع تفاقم المشكلة بشكل أكبر.