خبرني - مندوباً عن وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، رعى أمين عام الوزارة د. برق الضمور، فعاليات الإطلاق الرسمي لمشروع "بكرة" - تخفيف العبء الرعائي عن النساء ورفع مشاركتهن الاقتصادية، الممول من قبل الحكومة الكندية، وتنفذه جمعية الخدمة الجامعية العالمية في كندا (WUSC)، بالشراكة مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة وجمعية "صداقة" ومؤسسة التدريب المهني، اليوم الإثنين في عمان، بحضور السفير الكندي في عمان طارق خان، والأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة، ومدير عام مؤسسة التدريب المهني أحمد الغرايبة.
وقال الضمور في كلمته، إنّ اطلاق هذا المشروع يأتي بالتزامن مع صدور عدد من التشريعات التي تم إقرارها مؤخرا والمتعلقة بقطاع الحضانات وإعطاء مرونة في تسجيل الحضانات الجديدة خاصة المنزلية منها، حيث عملت وزاره التنمية الاجتماعية على اصدار نظام الحضانات الجديد رقم 6 لعام 2024على الانتقال من مرحله التأسيس للحضانات المنزلية والترخيص الى مرحلة التسجيل من خلال تسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بترخيص الحضانات المنزلية بهدف تشجيع السيدات في منازلهن على انشاء حضانات في مختلف مناطق المملكة وتقديم الدعم لهن.
وأضاف الضمور أن ادراج قطاع الحضانات كواحد من قطاعات الحماية الاجتماعية، وهو أحد الأولويات الـ13 في استراتيجية تمكين المرأة في رؤية التحديث الاقتصادي، يُسهم في انتقال النساء العاملات من قطاع العمل غير المنظم إلى العمل المنظم، وهناك حاجة متزايدة لإنشاء المزيد من الحضانات، وإعادة تأهيل القائمة منها، حيث أن الدراسات أشارت إلى أن الأردن يحتاج إلى إنشاء 40 الف حضانة جديدة، خصوصاً في المناطق الأكثر حاجة اليها.
كما أشار إلى أنّ التشريعات الناظمة لعمل الحضانات تهدف الى توفير أماكن رعاية آمنة وصحية للأطفال من عمر يوم ولغاية 4 سنوات وثمانية أشهر، وخلق فرص عمل جديدة لمقدمات الرعاية فيها، مما ينعكس على تشجيع عمل المرأة في سوق العمل، حيث يُعتبر قطاع الحضانات من أولويات الحماية الاجتماعية، موضحا أن التوسع في انشاء الحضانات في مختلف أنحاء المملكة، يعود إلى الحاجة المتزايدة إليها، والوزارة مستمرة في جهودها لشمول مختلف مناطق المملكة، من خلال تقديم المنح المقدمة للجمعيات الخيرية، لغايات انشاء حضانات جديدة أو صيانة الحضانات القائمة، حيث تم توفير دعم مالي للجمعيات الراغبة بإنشاء حضانات أو تحسين الحضانات القائمة، بالإضافة إلى دعم انشاء الحضانات المنزلية، ضمن أسس معتمدة في الوزارة.
بدورها أكدت نانسي المومني، مديرة مكتب جمعية الخدمة الجامعية العالمية الكندية في الأردن، على الدور الحاسم الذي تلعبه الجمعية في ربط وخلق شراكات متنوعة من خلال مشروع "بُكرة" لتعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة. وقالت المومني: "إن الإنجاز البارز في تشريع دور الحضانة المنزلية هو شهادة على جهود كسب التأييد ضمن شراكة مشروع "التمكين الاقتصادي و التطوير الوظيفي للمرأة في الأردن". وأشارت المومني إلى أسس مشروع "بكرة"، ونهجه النظامي لدفع تغيير يعالج أهم قضايا رعاية الأطفال التي تحول دون مشاركة النساء في سوق العمل في الأردن. "من خلال استهداف أكثر من 8600 امرأة عبر سبع مناطق، يهدف مشروع 'بكرة' إلى تحقيق تأثير دائم على تمكين المرأة في الأردن من خلال معالجة التحديات النظامية وتعزيز الشمولية". هذا المشروع مصمم لإحداث تغيير وخلق بيئة شاملة تمكن النساء من الازدهار في سوق العمل.
وأوضح أمين عام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة د. محمد مقدادي، الدور الاستراتيجي الذي يلعبه المجلس في الشراكة مع مؤسسة التدريب المهني لتوفير تدريب شامل للنساء في قطاع رعاية الطفولة المبكرة والتعليم (ECCD). وأكد على الحاجة إلى إنشاء المزيد من دور الحضانة المنزلية، خاصة في المناطق النائية، لتعزيز مشاركة النساء الاقتصادية. وقال مقدادي: "من خلال توسيع توافر دور الحضانة المنزلية، نحن لا نقدم فقط خدمات رعاية الأطفال الأساسية، بل نخلق أيضًا فرص عمل للنساء، مما يساهم في النمو الاقتصادي والمساواة بين الجنسين في الأردن."
من جانبها أكدت عضوة الفريق التنفيذي في "مؤسسة صداقة" رندة نفاع بأن نسبة التحاق الأطفال في الحضانات اليوم لم تتعدى نسبة 3 %، وهذا مرتبط بضعف مشاركة المرأة الاقتصادية والتي تعد من بين أدنى المعدلات في العالم بنسبة 14%. وأوضحت بأن مشروع بكرة" سيساهم برفع جودة الخدمة في الحضانات وسيزيد من انتشار الحضانات بكافة نماذجها وسيساهم في جعلها خدمة متاحة بالكلفة والجودة المناسبة للأم والأسرة العاملة. وأكدت نفاع بضرورة العمل على تعزيز قدرات ورفع مهارات كل من مديرات الحضانات ومقدمات الرعاية، بالاضافة إلى تطوير مناهج التدريب لغايات مهننة قطاع الرعاية في الحضانات واستدامته، مما يساهم في دعم عمل المرأة والاستثمار بالطفولة المبكرة والذي ينعكس على نمو الاقتصاد الوطني.
ونوهت إلى ضرورة العمل على نشر المعلومات وتطوير الخارطة الحرارية، والتي توضح توزيع الحضانات في كافة محافظات المملكة، وأعداد الأطفال لديها وخدماتها وغيرها العديد من المعلومات المتعلقة بقطاع الرعاية في الحضانات والتي تجعل الحضانة خدمة عامة متاحة للأسرة والأم.
وأكد مدير عام مؤسسة التدريب المهني د. احمد الغرايبة على أهمية تطوير البرامج التدريبية التي تراعي النوع الاجتماعي و الموجهة نحو سوق العمل بما يتواءم مع متطلباته. حيث يأتي برنامج رعاية الطفولة المبكرة من ضمن البرامج التي تسعى المؤسسة إلى تطويره كأول برنامج تدريبي معتمد في الأردن في هذا المجال. و أضاف الغرايبة ان المؤسسة نجحت في التعاون مع مكتب جمعية الخدمة الجامعية العالمية في كندا (WUSC)، الذي يتضمن تصميم و تقديم التدريب المتطور ذات الجودة و الذي يزود القطاع النسائي بالمهارات المطلوبة المتميزة في قطاع الرعاية و النماء في مرحلة الطفولة المبكرة، مما يضمن تحسين نوعية خدمة رعاية الأطفال و تمكين المرأة من تحقيق استقلالية مالية و مساهمة فاعلة في الاقتصاد. ووجه الغرايبة إلى ضرورة ضمان بقاء البرامج الدولية المعتمدة التدريبية ذات الصلة و الشاملة التي تلبي احتياجات سوق العمل مع تعزيز المساواة بين الجنسين.
من جانبه، أكد السفير الكندي لدى الأردن، السيد طارق خان، أهمية دعم الحكومة الكندية لمشروع ( بكرة) في معالجة عبء رعاية الأطفال الذي تواجهه النساء في الأردن. وقال: "إن استثمارنا بمبلغ 12.2 مليون دولار في مشروع ( بكرة) هو دليل واضح على التزام كندا بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. من خلال تحسين الوصول إلى خدمات رعاية الأطفال عالية الجودة، نحن لا ندعم فقط العائلات الأردنية، بل نمهد أيضًا الطريق لزيادة المشاركة الاقتصادية للنساء. نحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذه المبادرة المهمة ونتطلع إلى رؤية التأثير الإيجابي الذي ستحدثه على المجتمعات في جميع أنحاء الأردن."
يشار إلى أن مشروع ( بكرة) ، الذي تموله الحكومة الكندية بمبلغ 12.2 مليون دولار، يهدف إلى تحسين الوصول إلى خدمات رعاية الأطفال عالية الجودة للعائلات الأردنية وزيادة فرص العمل للنساء. من المتوقع أن يحدث هذا المشروع الذي يمتد لخمسة أعوام أثراً دائمًا في قطاع رعاية الأطفال، مما يمكّن النساء ويعزز المساواة بين الجنسين في الأردن.