*
الاثنين: 20 يناير 2025
حراكات الاحزاب السياسية وتاثير السلوك الجمعي
  • 2024-07-08- 09:26

نشاط مكثف لبعض أمناء عام الاحزاب اللبيرالية المستجدة يجوبون الارض طولا وعرضا من اجل كسب التاييد لمشاريعهم الحزبية الجديدة التي ستحملهم الى كرسي النيابة وبصفة فردية احادية ، لكن ما يستفزني في هذا الموضوع ولايخفى على أحد هو الابتعاد عن الشركاء او ما يسمى "اعضاء الهيئة العامة" او حتى "الهيئة القيادية" وبالتالي "تطنيش" راي الجماعةِ والتي من المفترض ان يكون لها تأثير داعم أكبر على رأي "صاحب الحزب" وموقفه، لذلك فقد يفقد فيها الاعضاء قدرتهم على تحكيم العقل وتمييز الصواب، لِيُصبح تحت تأثير مايسمى( بسلوك القطيع)، والتاريخ يبين لنا دائما تاثير سطوة العقل الجمعي ، على افتراض ان رأي الجماعة صائب والاقلية تبع لها ، كذلك وجود شواهد قرآنية كثيرة تبين علو كعب رأي الجماعة في تسيير الموقف لصالحها، كما في الآية المباركة (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ).

 

الواقع اليوم يا اصحاب السعادة والعطوفة "اصحاب الاحزاب" يتطلب استخدام التفكير ومشاركة العقل الجمعي لابراز هذا الواقع وتسييره لصالح الاكثر اقناعا خاصة وقد اقتربت الساعة للاستحقاق الدستوري المنتظر ، فقد تكون طروحاتكم ضعيفة ، باستغلال عدة عوامل منها ( قلة الوعي السياسي لدى اغلب شرائح المجتمع المستهدفة ، والإتباع الاعمى ، والتوجه للتحزب السياسي والديني الذي ينمي التوجهات القبلية لدى الغالبية ، اضافة لعدم كسب التفكير الجمعي الذي تسيطر عليه الاشاعة وسهولة تصديقها، والمهم هو الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي وتداول محتواها بصورة إيجابية ، وغيرها الكثير من الادوات التي تجعل مهمة الجهة الحزبية صعبة للغاية، لتحقيق اهدافها المنشودة من كل حملةً منظمة.

 

ان ما نلاحظه في طروحات الاحزاب التي برزت على واقعنا لاول مرة في تاريخنا انها تحاول استغلال التأثير العاطفي والبعد العشائري والمناطقي على الافراد، فنرى جميع حملاتها الإعلامية هي نتاج عنوانٍ معين يثير عاطفة الناس واستغلالهم ، والجمهور المستهدف هم  (الفقراء ، الايتام، المعوزين)، وبالتالي  تمرير الافكار في أذهان عامة الناس بشكل يمكن ان ينقلهم بسلاسة الى كرسي النيابه كما يعتقدون  .

 

يجب ان نعي تماماً السادة "اصحاب الاحزاب" اننا اليوم نرى ان المواطن اصبح ضحيةً لمواقع التواصل الاجتماعي والصفحات التي يتابعها الملايين ، حتى وصل الحال الى التسليم لأي خبرٍ وموقف يصدر من هذه الصفحات، التي تدار وتمول بطريق معروفة ، بحيث اصبحت الشعارات التي تمجد الذات توضح مايجري من ترابط وتشابك في العلاقات الفردية ، والذي هو ردة الفعل المتوقعة ممن تتعارض الحقيقة مع موقفه المنساق لرأي الجماعة.

 

نعم نستطيع ان نستخدم أُسلوب العقل الجمعي للتأثير الإيجابي في المجتمع، ومحاولة تغيير فكر الفرد ، وبالتالي إدراك ما الذي تريده في المرحلة القادمة ، ولا يتحقق ذلك الا متى ما إمتلك الأفراد إسلوب تقبل الآخر دون ايه بهرجات مزيفة ، واعتماد تداول النقاشات البناءة، وعدم تحجيم دائرة تفكير الفرد بأحداث بطروحات انانية وتبني المواقف على ضوئها .

 

ونحن ذاهبون الى الاستحقاق القادم لا بد من كشف زيف الادعاءات الكاذبة التي تثير الناس، والتي هدفها كسب الرأي العام مع ابراز منطق وحدة ابناء الوطن الواحد، ووضع حجر الاساس لنشر الثقافة الصحيحة التي تقنع المواطنين أن "صاحب الحزب" لديه القدرة اولا على طرح نفسة كشخصية وطنية منافسة قوية ل، ولديه وحزبه برنامجة الاصلاحي المقنع ، لا ان يكون غير قادر إنتشال نفسه من ضحالة القاع الذي يوقع نفسه فيه، وان يعود الى التفكير الجمعي الذي يمكنه من اتخاذ الراي السديد في قواعده الشعبية .

والله ولي التوفيق

المحرر: فيصل تايه

مواضيع قد تعجبك