*
الثلاثاء: 11 فبراير 2025
  • 24 أكتوبر 2015
  • 22:42
شيء مضحك
الكاتب: سهير جرادات
"عن جد شيء مضحك "، عندما يتم الاعلان من قبل رئاسة الوزراء عن توفر شواغر وظيفية في مناصب قيادية ، ويفتح باب الترشح لملء هذا المنصب بتقديم الطلبات مباشرة إلى مكتب رئيس الوزراء ، أو عبر البريد الألكتروني،مرفقة بالسير الذاتية والصور عن المؤهلات العلمية والشهادات المهنية وشهادات الخبرة والوثائق المعززة للمهارات والقدرات القيادية . وما يضحك أكثر تأكيد المعلن أنه سيتم استبعاد أي طلب غير مستوفى للأوراق المطلوبة، والأكثر اضحاكا وإيلاما ما يَرد في نهاية الإعلان بتحديد المدة وهي " اسبوع من تاريخه.."!. يبدأ ضعيفو النظر من أصحاب الخبرات والسير العملية الزاخرة، ممن يأخذون الأمر على محمل الجد، باستغلال مهلة الاسبوع لتجهيز أوراقهم وشهاداتهم ، وتوثيق خبراهم ، وابراز قدراتهم واظهار مهاراتهم القيادية ، التي تجعلهم ينكبون منهمكين على تجهيز السيرة الذاتية، بما يتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم ومسيرتهم العملية ، ظنا منهم أن أسس الاختيار ستكون عادلة وشفافة . فيما يستغل الأشخاص ممن يتمتعون ببعد النظر والبصيرة هذه المهلة في اقتناص الفرص من خلال تجهيز واسطاتهم وتسخيرمعارفهم لمساندتهم، وتقديمهم عن الاخرين ليظفروا بمثل هذه المناصب ، من خلال تقليص المسافات، وتقليل الزمن بانتهاج أسلوب القفز عن الآخرين، مستعينين بأصحاب اليد الطولى والصوت الأعلى ، ليكون هذا الشاغر أو المنصب في نهاية الأمر من نصيب صاحب السيرة الذاتية المليئة بالمعرفين والأقارب والأنسباء وأصحاب السلطة،الذين يتمتعون بقدرة قوية على تسليط نفوذهم متجاوزين الحواجز واختصار الزمن ، لتأتي النتيجة الحتمية وغير الصادمة بأن الكفاءة لا مكان لها ، ولا يتم العمل بها . هنا تحدث الصدمة الكبيرة، للمتقدمين لهذا المنصب من أصحاب الكفاءات،لأنهم انساقوا خلف الإعلان وصدقوه ، وفي النهاية خرجوا "مضحوك عليهم" ، رغم أنهم ومنذ البداية، كانوا على يقين أن كفاءتهم وقدراتهم العملية وخبراتهم في مجال الوظيفة الشاغرة؛ لن تعطيهم الأحقية للظفر بها ، وانما ستكون الوظيفة من نصيب صاحب الحظوة ممن يمتلك الواسطة ، فحالهم كحال الزوجة المخدوعة في كل مرة تنساق وراء أوهامها لينتهي بها المطاف بأنها مخطئة وأن الخائن يبقى خائنا ، وأن الكفاءة والقدرات العملية والشهادات العلمية والسيرالذاتية لا مكان لها على قائمة الواسطة والمحسوبية،وانما الارتباط الوظيفي يكون بالنسب والمصاهرة والمصالح المشتركة .. "عن جد شيء مضحك" .. أن تكون وظائفنا الشاغرة محجوزة سلفا لأشخاص بعينهم ، تحمل عكس معناها بأنها وظائف خالية من صاحبها ، لتثبت لنا طريقة التعيين في المناصب القيادية أنها وظائف مشغولة وليست شاغرة ولا يمكن التصرف بها ، وهناك أشخاص يقفون حائرين ، هل يستسلمون لليأس ولا يتقدمون لهذه الشواغر ؟ وبالتالي سيتلقون سيلا من العتب إن تخلوا عن المطالبة بحقهم ، وبين التقدم للوظيفة، وهم على يقين بأن النظرة اليهم ، أنهم مساكين ولا يمتلكون بعد النظر، ويصدقون ما يقرؤون .. خاصة في البند "سيتم أستبعاد أي طلب غير مستوف للأوراق المطلوبة ".. ..."عن جد شيء مضحك" .. [email protected]    

مواضيع قد تعجبك