خبرني - آل المشّيني والسِّفري والشعبان والزعمط وشليف والقبيسي العزيزات ينعَوْنَ بفائق الحزن والأسى وبالغ الألم والشّجن شاعر الأردن والعروبة والأديب الكبير إبن الأردن البار وفقيدهم الأثير سليمان إبراهيم سليمان المشّيني " أبا إبراهيم "زوج المرحومة دُمية عيسى روفا السِّفْري والد ليلى زوجة المهندس رفيق سلامة، والمرحومة فريال زوجة المهندس سهيل دحدلة، والدكتور إبراهيم زوج كارين قاقيش وفاتنة زوجة المهندس خليل الفار، ونادرة، والشهيدة المرحومة الصيدلانية دينا شقيق كل من الأخوات الفاضلات المرحومات الأخت الرّاهبة إسبرانس، وياسمين، وأنيسة، وليلي، والأخت الراهبة أنييس الذي انتقل إلى الأمجاد السّماوية صباح يوم الخميس الموافق ٢٠١٨/١٢/٢٠ بعد أن أتمّ واجباته الدينية.
وكان الشاعر المشَيني قد أسهم في تأسيس إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وصحيفة الرأي الأردنية، واتّحاد الكُتّاب والأدباء الأردنيين وغيرها من النوادي الثقافية. وقد لُقِّب بعاشق الأردن فقد تغنّى بجماله وقدسيته وتمسّك بفلسطين ونادى بالوحدة العربية، فلم يترك مدينة أردنية وفلسطينية وعربية إلا وكتب فيها شعراً.. ولم يَنسَ الشهيد والعامل والفلاح والطالب والراعي والمرأة والطفل والطبيعة .. وله العديد من الدواوين الشعرية "صَبا من الأردن" وديوان الأردن .. وكتب الرواية والقصة والمقامة والمسرحية وألّف المئات من المسلسلات الإذاعية .. والقصائد المغنَاة والأوبيرتات والاسكتشات والأهازيج أشهرها "أنا الأردن" و "فدوى لعيونك يا أردن" .. فنال الأوسمة الملكية والدروع .. وتمّ تكريمه من قبل العديد من المؤسسات والهيئات الثقافية على المستوى الوطني والعربي.. وقد تميّز بالنّزاهة والإيثار.
وسيُشَيَّع جثمانه الطاهر في تمام الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الجمعة الموافق ٢٠١٨/١٢/٢١ من كنيسة المقبرة في أم الحيران. ومن ثمّ إلى مثواه الأخير.
تقبل التعازي للرجال والسيدات يوم الجمعة بعد الصلاة على الجثمان مباشرة حتى الساعة التاسعة مساء، ويوم السبت من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى الساعة التاسعة مساء ويوم الأحد بعد قداس وجنّاز الثالث والتاسع والأربعين في القاعة الرئيسية/ المبنى الثقافي الرياضي لجمعية الثقافة والتعليم الأورثوذوكسية في الشميساني/ شارع معروف الرصافي - بوابة رقم ٨.
وسيُقام قدّاس وجنّاز الثالث والتاسع والأربعين عن راحة نفس طيّب الذِّكر في تمام الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم الأحد الموافق ٢٠١٨/١٢/٢٣ في كنيسة العذراء الناصرية للاتين في الصويفية.
الراحة الأبدية أعطِه يا رب والنور الدائم فليضيء له، فَلْيسترح بسلام المسيح على رجاء القيامة آمين.
أنا شاعرُ الأردنِّ مَنْ غنّى لَهُ .. أَسمى ملاحمه على قيثارِهِ
غنّيتُ للأردنِّ عذْبَ قصائدي .. زيّنتُها بالسِّحْرِ مِنْ نُوّارِهِ
وفخرتُ في صحرائهِ ورمالهِ .. وَشَدَوْتُ في أَرْباضِهِ وقِفارهِ
مجدُ العروبةِ صيغَ في أُرْدُنِّنا .. بمعارك اليرموك في ذي قارِهِ
إنْ ذلّ ذُلَّ الضادُ في أقطارهِ .. وَهَوَتْ مَعالمُ عِزِّهِ وفَخَارِهِ
سأظلُّ أشدو باسمهِ المحبوب ما .. فتنت زهور الروض في أيارِهِ
سليمان المشيني
فإلى جنان الخلد أبا إبراهيم العزيز
السيرة الذاتية للمرحوم الاستاذ سليمان المشيني
ُولِد سليمان إبراهيم المشيني في مدينة السلط، وتلقّى تعليمه الابتدائي ثم الثانوي في مسقط رأسه.
إلتحق بالعمل الإذاعي في الإذاعة الأردنية عام 1957 وتدرّج في المناصب إلى أن أصبح مديراً عاماً لها عام 1985.
وبعد إحالته إلى التّقاعد، انضمّ إلى اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين عضواً في الهيئة الإدارية لدورات عديدة. وهو عضو فعّال في الاتحاد وقد ألقى وما زال يلقي عشرات المحاضرات الأدبية وساهم في إغناء نشاطات الاتحاد الثقافية الأردنية والعربية.
وحينما زار الملك عبد الله الأول مدينة السلط عام 1949، أُتيح للشاعر سليمان المشيني أن يلقي بين يديه قصيدة نالت إعجابه واستحسانه فقال الملك عندها وبالحرف الواحد: "أنتَ شاعرنا يا مشّيني، ولكَ مستقبل في دنيا الشعر فلا تقعد عن ممارسته وطلبه وإبداعه والشعر موهبة وثقافة".
وقد كتب عنه عدد من كبار الأدباء والشعراء وتناولوا أدبه وشعره بالتحليل. وكُتِبت عنه دراسة موسّعة في "قاموس أعلام الفكر والأدب في الأردن" للأديب المؤرّخ "محمد أبو صوفة". وقد صدر حديثاً عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "سليمان إبراهيم المشيني .. شاعراً، وأديباً وإنساناً"، تأليف الدكتور أسامة يوسف شهاب. ويقع الكتاب في 316 صفحة من القطع الكبير، تناول فيه الكاتب نشأة الشاعر وبداياته في السلط، مسقط رأسه، وعرض نماذج شعرية وقصصية وروائية ونثرية له لم تُدرس سابقاً وتُعرَض لأول مرة. وفي الفصل الأول، تناولت الدراسة سليمان المشيني شاعراً وعشقه الوطن وتعلقه به، وتغنيه بجماله وقدسيته، وتمسكه بالعروبة وارتباطه بفلسطين، فلم يترك مدينة أردنية إلا وكتب فيها شعراً ولم ينس الشهيد والعامل والفلاح والطالب والراعي والمرأة الأردنية والطفل، ، ثم تطرق الكاتب إلى روايات المشيني مثل رواية "سبيل الخلاص"، و"زاهي وعنود"، و"الشارع المعبّد بالذهب"، وكتب عنه قاصاً، وأورد نماذج من مقاماته مثل "مقامات لسان حال الزمان"، والمقامة المانشيتية"، و"المقامة العبدونية"، والمقامة الخبزية"، وجزءاً من مشروع دراسته عن الموشحات الأندلسية. وأخيراً تناولت الدراسة سليمان المشيني ناثراً وموجزاً عن كتابه "مع العبقريات".
وقد حصل الشاعر على مجموعة من الأوسمة الملكية الرفيعة كان آخرها "وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الاولى" الذين أنعم به عليه جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني حفظه الله. وكرّمته وزارة الثقافة.