*
الاربعاء: 22 يناير 2025
  • 11 أكتوبر 2024
  • 17:04
هل ستستضيف السودان (حماس) على أراضيها؟

خبرني - كشف مراقبون سودانيون عن وجود اتصالات بين قيادات جماعة الإخوان في السودان وأطراف خارجية، بهدف استضافة قادة وعناصر من حركة حماس على الأراضي السودانية.

يأتي هذا التحرك في سياق متغيرات إقليمية وسياسية تضع السودان في قلب معادلة جديدة، تعكس دورا استراتيجيا في الصراع الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

ويدرس مسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يرأسها بنيامين نتنياهو إمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، تتضمن السماح بخروج زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، من قطاع غزة إلى السودان.

 ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يُعد هذا المقترح جزءًا من خطوة تهدف إلى إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة وتحرير الرهائن المحتجزين هناك.

المهندس الخفي

قالت مصادر سودانية إن جناح الإخوان المسيطر على قرارات الجيش السوداني هو الطرف المعني بالتنسيق لهذه الصفقة، حيث نفت حكومة السودان رسمياً علاقتها بهذا الاتفاق عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، مما يعزز فرضية وجود طرف آخر داخل السودان يرحب باستضافة قادة حماس.

وتأتي التسريبات حول اتصالات قيادات الإخوان السودانية مع أطراف خارجية في توقيت حساس، حيث يُعتقد أن هذه الصفقة قد أثارت انزعاج قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

ووجه البرهان وزارة الخارجية لإصدار بيان ينفي أي صلة للسودان بالمقترحات الإسرائيلية بشأن ترحيل قيادات حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار، من قطاع غزة إلى السودان.

ويرى المراقبون في نفي الخارجية السودانية، استشعارا للخطر من قبل البرهان الذي يعلم أن قدوم قادة وعناصر حماس للبلاد ستعني خسارته قيادة الجيش وانتهاء طموحاته لتولي السلطة في البلاد.

 

مصالح الإخوان في استضافة حماس

 

تمثل استضافة قادة وعناصر حماس في السودان هدفا استراتيجيا للإخوان، خاصة في ظل النزاع القائم بين الجيش وقوات الدعم السريع.

و يرى محللون  أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز نفوذ الإخوان على القرار العسكري والسياسي في السودان، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات العسكرية التي تمتلكها عناصر حماس، فالمسألة تتعلق بشكل أساسي بترحيل عناصر هم “فئة عسكرية إسلامية”، وسيصلون إلى السودان بصفتهم العسكرية الكاملة، وليس كمدنيين عاديين.

وقال المحلل السياسي الحارث الحلالمة إن أحد أبرز الحلول المطروحة حاليًا هو دعوة قادة حماس للخروج من غزة كجزء من حل لإنهاء التصعيد ووقف إطلاق النار.

وأضاف الحلالمة أن هذا الاقتراح يمنح قيادات الحركة فرصة للخروج مع الحفاظ على تأثيرهم، وهناك توجه من قادة الأخوان في  الجيش السوداني، لدعم هذا الخيار.

 وأشار إلى أن  هذا التوجه يعزز نفوذ الإسلاميين في السودان، ويساعدهم في الاحتفاظ بالزخم السياسي في ظل تراجع التيارات الإسلامية كأحزاب سياسية في دول أخرى في المنطقة.

لطالما كانت العلاقات قوية بين حركة حماس وحكومة السودان السابقة في عهد عمر البشير، حيث تمتع قادة الحركة بامتيازات اقتصادية وأمنية واسعة.

 وبعد سقوط نظام البشير، وضعت الحكومة السودانية الجديدة يدها على العديد من الشركات والممتلكات المرتبطة بحماس، مما أدى إلى تقليص نفوذ الحركة في البلاد.

وأفاد مسؤولون من مجموعة العمل المكلفة بتفكيك نظام البشير بأن الثروات المرتبطة بحركة حماس في السودان تشمل عقارات وأسهماً في شركات، بالإضافة إلى فندق في موقع استراتيجي في الخرطوم، وشركة صرافة، ومحطة تلفزيونية، وأكثر من مليون فدان من الأراضي الزراعية، وهذه الأموال تمثل هدفا رئيسيا لحركة حماس في حال قبولها الصفقة.

مواضيع قد تعجبك