*
الخميس: 09 أكتوبر 2025
  • 17 أيلول 2021
  • 08:42
معان المدينة مورث ومقومات تنشد فرجا

خبرني – محمد الخوالده
تصنف مدينة معان التي يعود زمن نشاتها لعهد الدولة المعينية أي قبل زهاء 1200 عام قبل الميلاد من ابرز المدن الاردنية تاريخا ومن ابهاها موقعا وميزة جمالية، لتزداد المدينة اهمية عند استقبالها عام 1920 للامير عبدالله بن الحسين عند انطلاق الثورة العربية الكبرى، لتكون معان عاصمة الاردن الاولي ومهد الصحافة الاردنية فيها صدرت انذاك  اول صحيفة اردنية ' الحق يعلو'.

في الجانب التراثي الذي يسجل لاهمية المدينة التاريخية يمكن الاشارة للعديد من المواقع الاثرية ، فمن ابرز الاثار القائمة في المدينة (السرايا) او قلعة معان وبركة الحمام شرق المدينة التي كانت تجمع فيها مياه السيول القادمة من جبال الشراة لتجر عبر قنوات لا يزال اكثرها ماثلا للان لري بساتين وكروم المنطقة في قسميها المتعارف عليهما الحجازي والشامي  اذ اطلق اسم معان الحجازية على جزء المدينة الجنوبي الاقرب لمنطقة الحجاز ، فيما سمي الجزء الشمالي من المدينة بمعان الشامية لقربها من بلاد الشام .


وكما العديد من مدننا الاردنية التي جار على ارثها التاريخي قرار حكومي خاطىء ازاله ، فقد ازيل موقع القناطر بقرار غير مدروس في سبعينيات القرن الماضي ، رغم جمالية هذا الاثر التاريخي المبهر والمبني على شكل اقواس تعطي مشهدا لا احلى ، فالمار عبرها يقطع من  حوالي 500 متر  ليتفاجأ بعد قطع هذه المسافة بمراى السرايا القديمة التي اطلق عليها كما ورد في مستهل هذا التقرير اسم (قلعة معان) ، ومن مواقع معان الاثرية  التي جارت عليها قرارات الازالة الحكومية ايضا قصر البنت  الذي هدم وعبث بالمكان عابثون بحثا عن لقى وكنوز ، في حين نقلت حجارة القصر من مكانها لاغراض العماره .

اما في الزمان القريب فيقف قصر الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين االذي اتخذه مقرا  له عند دخول جيوش الثورة العربية الكبرى للمدينة ،  شاهدا على العديد من القرارات المؤثرة في بناء الدولة الاردنية ، وقد حول الى متحف يسجل لتاريخ معان وارثها الحضاريه  ويستحث بمقتناه كل من ياتي المدينة لزيارته والاطلاع على محتوياته .


لم يعد بهاء  بساتين معان بحلته القشيبة كما كان في سالف الاوان  فقد درس اكثرها او تراجع الاهتمام بها ، اما المتبقي منها على محدوديته فيسقى من ابار وعيون مياه وينابيع كثيرة محيطة ابرزها بئر الطاحونة الذي يوصف بمياهه الغزيرة، وقد عملت بلدية المدينة على تطويره وتوسيعه ليكفي احتياجات سكان معان من المياه، وهناك ايضا نبع الضواوي الذي يحسب كنبعة رومانية ، وسمي بهذا الاسم لصفاء مياهه،  الا انه تعرض للخراب في سيل معان الشهير الجارف عام 1966،  ثم عين سويلم التي لا زالت للان مصدرا لري بساتين معان الحجازية، وعين النجاصة وهي عين قديمة اتى على ذكرها الرحالة جورج فالين الذي زار المدينة انذاك، وهناك كذلك  عين الغدير، وبئر المزراب، وبئر الخماسي الذي خرج من الخدمة بسبب سيل معان المشار اليه انفا.


نتحدث في هذا التقرير عن معان المدينة وليس عن معان المحافظة باثرها الابرز على مستوى العالم (|البترا) ، اضافة الى اثار ترتبط بالعهود الاسلامية كجبل التحكيم في اذرح ، وهنا ايضا من المواقع الاثرية والتاريخ في معان المحافظة يصعب حصره .


نضع ارث مدينة معان التاريخي ومقوماتها التنموية في عهدة وزارة السياحة  وغيرها من الوزارات التي تعني بامور التنمية ، والامل ان نرى لمسات لهذه الوزارات تنهض بالمدينة ، تسوقها سياحة وتطور مافيها من مقومات تنموية والبناء عليها 

مواضيع قد تعجبك