كتب محرر أسواق
تشكل مراكز الاتصال والتعاقد الخارجي ركنا أساسيا في الاقتصادات التي تتطلع لاستيعاب جيوش العاطلين عن العمل، وتسليحهم بالخبرات والأدوات اللازمة لسوق العمل.
ولا تبتعد فكرة صناعة مراكز الاتصال في الأردن عن تلك المطبقة في مختلف الدول، لكن ميزات عديدة يتمتع بها الأردن والأردنيون، تجعل منها خزان فرص عمل يسهم في تخفيف حدة البطالة التي وصلت إلى 50% بين فئة الشباب.
"كريستل"، أول مركز اتصال مستقل ومتعدد اللغات في الأردن، كانت رائدة هذه الفكرة منذ دخولها السوق عام 2007، وأصبحت اليوم توفر 2000 فرصة عمل في الاقتصاد الأردني.
تقول الشريك المؤسس /المدير الاداري لشركة "كريستل زينة المجالي لـ "خبرني" إن صناعة مراكز الاتصال من أفضل المجالات التي من الممكن أن توفر فرص عمل وتؤهل الشباب لسوق العمل.
وقالت إن أغلب العاملين في مراكز الاتصال في الأردن اليوم، هم من فئة الشباب، إما من طلاب الجامعات أو من الخريجين الجدد، حيث يلتحق هؤلاء بمراكز الاتصال، فيوفرون مصدر دخل لهم ويعدّون أنفسهم لفرص عمل أخرى مستقبلا.
ويخوض العاملون في كريستل دورة تدريبية بعد التحاقهم في الشركة، ثم يباشرون عملهم وهم على مقاعد الدراسة الجامعية أو من الخريجين الجدد، يفضلون بعدها البحث عن فرص في مجال تخصصاتهم وميولهم، متسلحين بالمهارات اللازمة التي اكتسبوها في كريستل للانخراط في سوق العمل.
وبينت المجالي أن الأردن وجهة محببة للشركات العالمية لافتتاح مراكز اتصال فيه، بسبب الموقع وارتفاع الطلب على اللغة العربية من قبل الشركات العملاقة، وتميز السوق الأردني عن غيره من الأسواق العربية.
وتوفر 10 شركات عاملة في مراكز الاتصال في الأردن اليوم حوالي 10 آلاف فرصة عمل، دون أن تتطلب استثمارا ماليا كبيرا، بل دعما وتحفيزا دون تداخلات وتعقيدات بيروقراطية.
وفي هذا المجال تقول المجالي إن فرص العمل التي توفرها الشركات اليوم، والتي تقدّر حصة كريستل منها بـ ألفي فرصة، من الممكن أن تصل 20-25 ألف فرصة عمل خلال سنتين، إن تمكنّا من إزالة الصعوبات الموجودة في خطط دعم مراكز الاتصال.
وتخدم شركة كريستل شركات عربية وأوروبية وآسيوية ومن أميركا، بالإضافة لشركات محلية.
وبينت أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني تقوم على جعل الأردن مركزا لهذه الصناعة في المنطقة، حيث تدر هذه الصناعة ما قيمته 100 مليون دينار في الاقتصاد الوطني، ما يعني إمكانية زيادة هذا الرقم، فيما لو حظي هذا القطاع بمزايا أكبر.
ولأن هذا النوع من الوظائف يمكن القيام به من أي مكان، ولا يحتاج تخصصات معقدة أو خبرات طويلة أو مؤهلات غير اعتيادية، من الممكن، وفق المجالي، الاستفادة من مراكز الاتصال في توفير فرص عمل في المحافظات، وللإناث، وذوي الهمة من أصحاب الاحتياجات الخاصة.
ويوظف مركز تابع لشركة كريستل في محافظة الكرك 50 سيدة، كما ترتبط الشركة باتفاقية مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لتأمينهم بوظائف في الشركة.
وتتطلع المجالي لإنشاء مدينة "التعاقدات الخارجية" (Outsourcing) في الأردن، لاستقطاب أكبر عدد من الشركات العالمية، واستيعاب الشباب وتأهيلهم بعدها للدخول في سوق العمل.
وتأسس مركز “كريستل” في عام 2007، كمركز اتصال متعدد اللغات ومزود خدمات التعاقد الخارجي، يقدم خدمات متخصصة من أهمها دعم العملاء، والمبيعات والتسويق، وخدمات وأنظمة ذكاء الأعمال، وإدارة البيانات والأبحاث، والعمليات المساندة، وخدمات التدريب لمساعدة العملاء على تحقيق نتائج أعمال إيجابية ملموسة وتعزيز قيمة علاماتهم التجارية.