خبرني - هل تشعرين بالارتباك أو بالذنب ولا تعرفين السبب؟ إذن ربما أنت تتعرضين للتلاعب.
قد يكون من الصعب التعرف على التلاعب العاطفي في العلاقات، لأن بعض أساليب التلاعب دقيقة لدرجة التشكيك بنفسك. هل يمكن لممارسة التلاعب في العلاقة أن يكون له تأثير على صحتك العقلية؟ إليك كيفية التعرف على علامات التلاعب، وكيف يمكنك حماية نفسك والتصرف وفقًا للموقف.
ما هو التلاعب في العلاقات؟
يشير التلاعب النفسي إلى الكلمات، والأفعال التي تحاول التحكم في مشاعر شخص آخر، وتفكيره، وتصرفه، مما يؤثر على منظور ذلك الشخص لنفسه وعلاقاته بالآخرين والعالم بشكل عام.
يمكن أن يؤثر التلاعب المستمر في العلاقات على تقديرك لذاتك وقد يتسبب في الشعور بأعراض القلق أو الاكتئاب. ولا يقتصر التلاعب على العلاقات الأسرية والرومانسية، إذ يمكن أن تظهر أيضا في الصداقات وعلاقات العمل.
علامات التلاعب في العلاقة
هناك العديد من العلامات التي يجب الانتباه إليها والتي تشير إلى أنك تواجهين تلاعبا في علاقتك.
تتجاهلين حدسك
التحذير الأول هو الشعور الغريزي بأن شيئا ما ليس على ما يرام وأنك تقبلين باستمرار فعل أشياء لا تريدينها، لكنك تتجاهلينه. ثقي بحدسك عندما يراودك الشك بأنك تتعرضين للتلاعب.
تبدأين بالتشكيك بنفسك
إذا بدأت بالشك في نفسك وتصرفاتك وقدرتك على التعامل مع موقف معين كنت تتعاملين مع موقف يشبهه بثقة، عليك أن تتوقفي وتتساءلي عما إذا كانت هناك ”المشكلة“ في العلاقة.
تشعرين بالذنب
إحدى علامات التي تشير إلى أن شخصا ما يتلاعب بك عاطفيا هي إحساسك بالذنب أو الإحراج إذا لم تتصرفي وفقا لما يريد، والخضوع لطلباته على حساب راحتك ورفاهيتك.
إحساسك بالذات غير واضح
تبدأين في فقدان الإحساس بذاتك بعد الخضوع، مباشرة أو غير مباشرة، لمطالب لشخص آخر للتخلي عن آرائك واهتماماتك. في الزواج تتبنين أسلوب حياة شريكك واهتماماته لتجنب الخلافات. لكنك تتصرفين بشكل مختلف بعيدا عنه.
تتصرفين دائما بحذر
تشعرين دوما بالخوف والتردد في التصرف أو الكلام لتجنب المشاكل. قد يستخدم البعض الغضب كأسلوب للتلاعب، ما يدفعك للتراجع أو تغيير سلوكك. أو تعانين حين تفكرين في رد فعل شريكك حول أي قرار تتخذينه.
تبدأين بالتشكيك في صحتك العقلية
عندما يتلاعب بك شخص ما باستمرار، تبدأين في التشكيك بذاكرتك وقدراتك العقلية، لكن الغريب هو أن هذا الأمر يحدث لك فقط مع الشخص.
ما هي تكتيكات التلاعب؟
هناك أنواع مختلفة من التلاعب، وأكثرها شيوعا هي:
– اللعب على مخاوفك ليجعلك تشعرين بالذنب.
– الخداع من خلال تحريف الحقيقة أو إخفائها.
– يمنحك اهتماما وعاطفة مكثفة لخلق الاهتمام العاطفي والتبعية بسرعة.
– السلوك العدواني السلبي بإطلاق تعليقات ساخرة يمكن له لاحقا الادعاء بأنها كانت للمزاح.
– التهديدات السرية أو العلنية لبث الخوف في داخلك.
– المعاملة الصامتة بتجاهلك أو عدم التحدث إليك كشكل من أشكال العقاب العاطفي.
لماذا يمارس البعض التلاعب؟
– لا يدرك كل من يتلاعب أنه يفعل ذلك، بل يعتقد أن هذه هي الطريقة السليمة للعلاقات.
– قد يكونون على دراية بأفعالهم، لكنهم لا يدركون تأثيرها عليك.
– هناك من يعرفون جيدا ما يفعلونه وتأثيره على الآخرين. وهذا يشير إلى أنهم يعانون من حالة عقلية تتطلب دعما متخصصا.
– نشأ في منزل يتم فيه استخدام أساليب التلاعب
– خوفا من فقدان السيطرة أو التحكم
– ضعف مهارات الاتصال التي تعيق القدرة على التواصل بشكل فعال
– الإصابة باضطراب الشخصية
كيف تحمين نفسك؟
عليك تحديد علامات التلاعب، ثم اتخاذ الاحتياطات التالية لحماية نفسك:
كوني على دراية بمشاعرك
إذا كانت مشاعرك غير مريحة، مثل الشك بالذات أو الخوف أو الذنب، فكري في قضاء بعض الوقت بعيدا.
أحصري المحادثة في الموضوع
في أي نقاش، استمري في التركيز على الموضوع لجعل المحادثة تسير في الاتجاه الذي ترغبين فيه.
ضعي حدودا
يمكن للحدود غير الواضحة في العلاقات أن تسهل حدوث التلاعب. من الأسهل وضع الحدود في وقت مبكر من العلاقة، على أن يكون ذلك بلطف وحزم لإيصال ما لا تتسامحين به.
هل يمكن لمن يمارس أساليب التلاعب أن يتغير؟
يمكن ذلك إذا كان لديه الرغبة وحصل على الدعم الذي يحتاجه. لكن إذا لم يكن لديه الرغبة في التغيير لن يتغير، لذلك من المهم التركيز على نفسك وعلى ما تريدينه من العلاقة.
باختصار؛ بعض الأشخاص يستخدمون التلاعب بإصرار في العلاقات، والتعرف على ذلك قد يساعدك على حماية نفسك واتخاذ قرارات بشأن علاقتك، التي قد يؤثر التلاعب فيها بشكل كبير على ثقتك بنفسك وصحتك العقلية.