*
الخميس: 25 ديسمبر 2025
  • 30 أيار 2018
  • 21:50
شياطين الإنس
الكاتب: د. بثينة محادين
شياطين الإنس

إخترع البشر (الشيطان) حتى يحملوه مسئولية كل ما في الوجود من تنافر وتشاحن ونزاع، فهم يقولون إن الشيطان هو الفساد الأكبر ! وليس أيسر على الإنسان من أن يلقي بتبعة الشر على الشيطان، في حين أن الشواهد جميعها إنما تنطق بأنه هو نفسه الشيطان ! أليس الإنسان هو الذي ينشر الانقسام والخصام، ويغلب الحرب على السلام، ويتفنن في خلق التعذيب والإيلام؟ أليس ابن آدم هو ربيب الشر الذي لا يكف عن إشاعة الاضطراب بين القيم، وتوطيد دعائم الخلاف بين المعايير؟ ألا يحق لنا أن نقول إن بضاعة الشر من اوجدها هو  الانسان .ذلك الانسان الذي يتهافت على سلعة الشيطان (فلأنها بضاعتك ايها الانسان ردت اليك)!!

يطلق اسم الشيطان على كل بعيد عن الخير.. وعلى كل متمرد خبيث، وتعتبر النفس الأمارة بالسوء أسوأ من وسوسة الشيطان ذاته حيث إن خطورة  الشيطان تكمن في الوسوسة وهذا أشد أفعاله للإنسان، فهو يزين لنا الرذائل لكنه لا يجبرنا على فعل المعصية دون إرادة منا… أما شيطان الإنس فخطورته تكمن في هذا الكره الغير واضح المتستر خلف الأخلاق والدين والأخطر هي متابعته وملازمته لك وإقناعك على عمل المعاصي.

شياطين الإنس هم أشد خطرا وفتكا من شياطين الجن لأنهم أكثر معرفة بطباع أمثالهم من الانس، فيتفننون في أساليب مجابهة شخص ما إذا كان من المغضوب عليهم أو لم يحالفه الحظ في حل لغز  الوصول إلى قلب فلان… فنحن في زمن تلعب فيه الأرقام والألغاز والدهاليز لعبتها لكي تكسب ود فلان أو علان، فإذا اخترت الاصرار على التمتع بالاستقامة والصراحة فما عليك سوى أن تصاب بالعمى والطرش لا سمح الله عن كل ما تراه وتسمعه ما دمت تثق بأنك ترضي الله.

قال تعالى{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} صدق الله العظيم

أبعدنا الله  وإياكم عن أصحاب النوايا السيئة.

مواضيع قد تعجبك