*
الجمعة: 24 يناير 2025
  • 21 أيار 2024
  • 15:49
شرعية تواجد القوات الأمريكية في سوريا

خبرني – رصد

لا زال تواجد القوات الأمريكية في سوريا يثير التساؤلات حول شرعيته، بعد حوالي 13 عاما من اندلاع الأحداث في سوريا، بين النظام السوري والمجموعات المسلحة في البلاد.

فمن ناحية قانونية – وفق مراقبين - ، لم تدعو الحكومة السورية القوات الأمريكية للتواجد على أراضيها، رغم الدعم الدولي الذي تلقته واشنطن، خصوصا من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية للتواجد هناك.

إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بقواتها في سوريا، منطلقة من عدم اعترافها بشرعية النظام السوري من جهة، وتبرير استجابتها للتهديد الإرهابي المتمثل بداعش والجماعات الإرهابية الأخرى، ودعم القصائل المعارضة للحكومة السورية، في المناطق التي تسيطر عليها هذه الفصائل.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى من خلال تواجها في سوريا لتطبيق استراتيجية "الفوضى المسيطر عليها"، والتي من خلالها تثير واشنطن الفوضى أو الاضطرابات في سوريا بهدف تحقيق أهدافها السياسية أو الاقتصادية.

فمنذ اندلاع الحرب الأحداث في سوريا في عام 2011، تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر في الصراع من خلال دعم المعارضة المعتدلة والمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية، مستخدمة العديد من الأدوات السياسية والعسكرية والاقتصادية لتعزيز نفوذها في سوريا وتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

وتشير بعض التقارير إلى أن الولايات المتحدة تقوم بأنشطة تجسسية في سوريا، بهدف رصد ومراقبة الأنشطة العسكرية والاستخباراتية الإيرانية في البلاد، وتقديمها لإسرائيل للتصدي لأي محاولة لزعزعة أمنها.

ووفق المراقبين ذاتهم، فقد أدت هذه التدخلات في الشؤون السورية، إلى زيادة الاضطرابات والصراعات داخل سوريا وفي المنطقة بشكل عام، من خلال دعم المجموعات المسلحة، مما أدى إلى تعقيد الصراع وزيادة حدته، وتسبب في تشتت السلطة وتدهور الأوضاع الأمنية في مختلف أنحاء البلاد.

وقد تسبب تدخل الولايات المتحدة في زيادة الصراعات والاضطرابات في سوريا، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشريد الملايين من السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية، الأمر الذي أثار استياء القوى الإقليمية في المنطقة، مما زاد من التوترات والصراعات في المنطقة بشكل عام.

ختاما، يقترح البعض داخل الحكومة الأمريكية ترتيبا تعاونيا بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية كمسار واضح نحو الانسحاب الأمريكي.

إلا أن هذا المقترح – وفقا لرأي المحللين -، لن يكون بمثابة نعمة هائلة لتنظيم الدولة الإسلامية فحسب، بل إنه ببساطة مستحيل بشروطه الخاصة، حيث أنه  قد يكون لجزء من قوات سوريا الديمقراطية اتصالات دورية مع نظام الأسد، لكنهم بعيدون عن أن يكونوا حلفاء طبيعيين، وفي المقابل ولن يسمح النظام السوري أبداً لقوات سوريا الديمقراطية بالحفاظ على نفسها، وستبذل تركيا كل ما في وسعها لقتل ما تبقى، في حين سيترك الفراع الأمريكي المنطقة غارقة بالفوضى والاضطرابات ما لم يجفف دعمه للقوى المسلحة في سوريا، ومساعدة النظام السوري على بسط سيطرته على عموم سوريا.

مواضيع قد تعجبك