*
الاربعاء: 02 نيسان 2025
  • 28 حزيران 2011
  • 15:16
ذكرى وفاة مازن القبج
خبرني - مازن شريف القبج، عرف في الإعلام الأردني بـ "الحاج مازن" يعتبر مع إسحق المشيني أول من أطلق الدراما الأردنية من خلال مسلسل مضافة أبو محمود بناء على طلب من وصفي التل الذي كان حينها مديرا للإذاعة الأردنية. قدم عشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية، أهمها الأرض الطيبة ومضافة الحاج مازن، ويعتبر أكثر من قدم ساعات بث في الإذاعة الأردنية، عرف بفكره الزراعي وعمق معرفته بالعادات الاجتماعية خلال كل برامجه. يعمل ولده القاضي الشرعي الدكتور سامر عضوا في محكمة الاستئناف الشرعية.  يتفق المتابعون لمسيرة الدراما الاذاعية الاردنية ان "مضافة ابي محمود" تمثل محطة رائدة واعلانا مبكرا لولادة هذه الدراما وتطورها، ويعود الفضل في ذلك للاذاعي الشهير الذي ظل "الحاج مازن القبج" وزملاؤه من الفنانين الرواد. وهي المضافة التي بدات مع انطلاق الاذاعة الاردنية، وجمعت حولها جمهورا عريضا من الاردنيين، في المدينة والريف والبادية، قبل أن يتحول اسمها إلى "مضافة الحاج مازن"، وتنتقل بعد ذلك من الاذاعة إلى التلفزيون. الجيل الذي رافق جلسات تلك المضافة، وقع في "غرام" اصحابها، وتصرف كأنه يعرفهم عن قرب، بسبب العفوية والبساطة التي خاطبوا من خلالها الجمهور، وهي المضافة التي ناقشت على مدار سنوات طويلة مشاكل الناس وهمومهم، وانحازت لقضاياهم الإنسانية. ربما شكلت تلك المضافة الانطلاقة الحقيقية لنجومية مازن القبج، الذي التحق بالاذاعة عند افتتاحها في العام 1959، وفي شهادته وشهادة زملائه ان فكرة ذلك البرنامج الاذاعي الشهير كانت للرئيس الراحل وصفي التل الذي كان مديرا للاذاعة عندما فتحت المضافة أبوابها. مازن القبج، الذي ظلت كلمة الحاج تسبق اسمه، جاء للاذاعة "حاجا" فقد أدى فريضة الحج وعمره تسعة عشر عاما، وبدأ مشواره الاذاعي في تقديم البرامج الزراعية التي لاقت اهتماما واسعا من جمهور الفلاحين والمزارعين في الاردن ودول الجوار، خاصة وهو قادم إلى ستوديوهات الاذاعة متسلحا بخبرة علمية اكتسبها من دراسته في معهد خضوري الزراعي بمدينة طولكرم، وعمله مرشدا زراعيا في وزارة الزراعة لاربع سنوات، ظل فيها قريبا من "الارض الطيبة"، خبيرا بهموم الفلاحين والمزارعين واحتياجتهم. وجوده في الاذاعة وعلاقته بالفنانين المحترفين وخبرته الدرامية التي اكتسبها من "مضافته" دفعت به إلى خشبة المسرح، ممثلا وكاتبا، وصار عضوا في المسرح الاردني منذ وضع الفنان الراحل هاني صنوبر لبناته الأولى. قد يكون الحاج مازن القبج اكثر الاذاعيين شهرة في تاريخ الاذاعة الاردنية، بسبب طبيعة البرامج التي قدمها عبر اثير الاذاعة، التي استقطبت جمهورا واسعا من مختلف الشرائح والاهتمامات، ولذلك لم يكن مفاجئا ان يحصل على جائزة "اليونسكو" عام 1991 عن برنامجه الزراعي الشهير، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها تلك الجائزة للافراد، بعد أن كانت تقدم للدول، وقد انتبهت نقابة المهندسين الزراعيين إلى الدور التثقيفي البارز الذي يقوم به هذا الاذاعي المخضرم، في ارشاد الفلاحين والمزارعين ومخاطبتهم باللهجة المحببة لهم، فذهبت إلى منحه شهادة مهندس زراعي فخرية، اعترافا بدوره وتقديرا لحجم حضوره في حياة الفلاحين الاردنيين.  تشير اوراقه انه ولد ببلدة عنبتا، الواقعة بين نابلس وطولكرم عام 1936، مع اندلاع شرارة الثورة الفلسطينية الكبرى، ليجد والده شريف القبج معلما ثم مديرا للمدرسة، لكن تداعيات نكبة فلسطين عام 1948 دفعت بعائلته للهجرة إلى سورية والاقامة في اللاذقية، لتعود بعد عامين إلى طولكرم، وفيها ينهي دراسته. في الوقت الذي لمع فيه نجم الحاج مازن القبج عبر اثير الاذاعة الاردنية، كان والده عام 1966 يحجز مقعده في البرلمان نائبا عن مدينة طولكرم، في وقت كان فيه "بلدياته" محمد كمال يقود سفينة التلفزيون الاردني، في مرحلة حرجة في الحياة السياسية للاردن والمنطقة العربية.  لا يختلف اثنان على دفء صوت الحاج مازن القبج وحجم المساحة التي احتلها في قلوب المستمعين والمشاهدين، لذلك كان طبيعيا ان يحظى بالتكريم الذي يليق به، وقد حصل على وسامي الاستقلال من الدرجتين الثالثة والثانية، ووسام الكوكب من الدرجة الثانية، ومنذ دخل بوابة الاذاعة ذات يوم بعيد من عام 1959 لم يغادرها الا عند وفاته، ليظل على علاقة يومية مع الجمهور لما يزيد على اربعين عاما، ظل فيها نجما قريبا من قلوب الناس.

مواضيع قد تعجبك

مواضيع قد تعجبك