د. السويدان: زواج المسيار حرام أخلاقياً

خبرني - وصف الداعية د. طارق السويدان الفصل بين الفقه الإسلامي والأخلاق بأنه «مصيبة». واعتبر زواج «المسيار» الذي يقترن فيه رجل بامرأة في السر أحد الأمثلة على تلك المصيبة. وشدد على أنه لا يصح التفريق بين «الحرام الفقهي» و»الحرام الأخلاقي» فكلاهما حرام حسب رأيه. وأشار إلى أن زواج «المسيار» حلال فقهيا لأنه يستكمل شروط الزواج الصحيح من حيث القبول والإيجاب بين الزوجين ووجود شهود، لكنه حرام أخلاقيا -حسب تعبيره- لأنه مبني على خداع وغش الزوجة الأولى، ولا تتوافر فيه شروط العلانية والإشهار التي تتم في الزواج العادي. طرح السويدان سؤالا يؤيد رأيه وهو: ماذا يحدث عندما يموت الرجل الذي تزوج «مسيار» واكتشفت زوجته فجأةأن لها «ضُرة» (زوجة أخرى لزوجها)؟ وقال السويدان لـ «العرب القطرية» على هامش مشاركته بمؤتمر القلاع الذي انتهت فعالياته الأسبوع الماضي: «الأصل أن الشريعة والأخلاق لا ينفصلان, وإذا تعارضت الشريعة مع الأخلاق فإنه يُقدم الأخلاق». وأيد رأيه بأن الله عز وجل بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، مستشهدا بالحديث الشريف: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وأشار إلى قول الإمام ابن القيم الجوزية «حيثما كانت المصلحة فثَمَّ شرع الله» ولو توهم الناس عكسها لسوء فهمهم للشريعة. وأورد قول بن القيم: «الشريعة عدل كلها, ورحمة كلها, ومصالح كلها, وحكمة كلها, فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور, وعن الرحمة إلى ضدها, وعن المصلحة إلى المفسدة, وعن الحكمة إلى البعث فليست من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل».