*
الاربعاء: 22 يناير 2025
  • 21 نيسان 2024
  • 16:40
تحديات الأمن الغذائي..الغرب يصرخ ويخرق الوعود

خبرني - رصد

يشهد العالم اليوم تحديات متزايدة في مجال الأمن الغذائي، في ظل سعي العديد من الدول الغربية إلى تعزيز سيطرتها على إمدادات الغذاء العالمية.

وفي سبيل ذلك، يتبع الغرب سياسات واستراتيجيات تهدف إلى استحواذ شركاتها الزراعية والغذائية على الموارد الطبيعية والأراضي الزراعية في دول العالم النامية، بهدف تحقيق الهيمنة على سوق الغذاء العالمي.

وقد تجلّت هذه السياسات خلال الأزمة الأوكرانية الروسية، والخشية، كما كان يظهر في التصريحات الغربية من أن يتسبب النزاع بتفاقم أزمة الغذاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وضرورة حماية الحق في الغذاء الكافي وميسور التكلفة للجميع، خصوصا وأن أوكرانيا وروسيا مصدّران رئيسيان للمنتجات الزراعية بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والاضطرابات المرتبطة بالحرب بدأت بالفعل تفاقم أسعار المواد الغذائية المتصاعدة أصلا وتعميق الفقر.

وفي سبيل تحقيق هذه الهيمنة، يسعى الغرب لغرض عقوبات على دول معينة، تعتبر مصدرا رئيسا للغذاء، مثل روسيا، لتحجيم نفوذها والإضرار بمصالحها السياسية والاقتصادية.

وقد بنت الدول الغربية طوال السنوات الماضية عدة استراتيجيات لاحتكار مصادر الغذاء، منها قيام الشركات الغذائيية الكبرى في الدول الغربية بشراء الأراضي الزراعية في دول العالم النامية وتأجيرها لزراعة المحاصيل التي تلبي احتياجاتها، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية في تلك البلدان وتقليص القدرة على إنتاج الغذاء لسكانها، والعمل على تطوير تقنيات زراعية متقدمة وحديثة، مثل الزراعة العضوية والهندسة الوراثية، وتحجيم الدور الذي تلعبه في توجيه سياسات الزراعة العالمية وفرضها على الدول الأخرى، وتسابق الدول الغربية نحو استغلال مصادر المياه العذبة لتوجيهها نحو الأراضي الزراعية الخاصة بها، مما يؤثر سلبًا على إمكانية البلدان النامية في تلبية احتياجاتها المائية وزيادة إنتاجها الزراعي، واستخدام نفوذها السياسي والاقتصادي لفرض سياسات تجارية تخدم مصالحها الاقتصادية، بما في ذلك فرض رسوم وقيود على تصدير المنتجات الزراعية من الدول النامية، مما يعيق فرص تنمية قطاع الزراعة في تلك الدول.

وتمثل هذه السياسات خطرا محدقا بالأمن الغذائي العالمي، وفق مراقبين، خشية أن تصبح الدول التي تعتبر مستوردة للغذاء، تواجه مخاطر انقطاع الامدادات عنها، ما قد يخلق مشاكل سياسية واقتصادية داخل هذه البلاد.

وإلى جانب ذلك، حسب المراقبين، تحاول الدول الغربية الترويج لدول حليفة لها لأن تكون هي مصدرا للغذاء، مثل أوكرانيا، رغم إدراك الغرب أن كييف ليست شريكا تجاريا يعتمد عليها، بسبب المشاكل الاقتصادية والفساد وصعوبة تسليمها للطلبيات الغذائية.

ويختم المراقبون تأكيدهم بضرورة أن يتخلى الغرب عن الأفعال التي تضر بالأمن الغذائي العالمي، رغم النداءات المتكررة بضرورة إيجاد حل لمجابهة تحديات الأمن الغذائي، وفي الوقت نفسه، خرق الوعود والتعهدات بضمان سلاسل التوريد حول العالم.

 

مواضيع قد تعجبك