يصادف يوم السادس عشر من شهر كانون اول ديسمبر العيد الوطني لدولة البحرين وبهذه المناسبة عدت الى دفتر الذكريات الذي سجلت فيه التالي : في منصف شهر آذار من عام 1970 زار جلالة الملك الرحل الحسين طيب الله ثراه على رأس وفد صغير كان ابرزهم ( مع حفظ الالقاب ) رئيس التشريفات الملكية حينها زيد الرفاعي ومساعده معتصم بلبيسي ومرافقه العسكري مازن العجلوني ومجموعة من الحرس الملكي راولبندي العاصمة الباكستانية انذاك . ورافقتهم في طائرة الكرافيل مع فريق اعلامي صغير لتغطية تلك الزيارة. انصبت معظم محاور لقاء جلالته مع الرئيس الباكستاني في ذلك الحين يحيى خان على السعي المشترك لتخلي شاه ايران محمد رضا بهلوي عن اعتبار البحرين جزأ من الامبراطورية الايرانية . وكانت تربط الحسين علاقات صداقة شخصية مع شاه ايران واراد الحسين ان يستغل الرئيس الباكستاني يحيى خان علاقاته ايضا مع الشاه في هذا المسعى، خاصة وانهما يلتقيان سويا بالمذهب الشيعي ونظرا لتميز العلاقات بين باكستان وايران التي كانت اول الدول التي اعترفت بالباكستان بعد انشائها عام 1947 والتعاون العسكري بينهما الذي استمر طوال فترة الحرب الباردة بين الجارتين الباكستان والهند . وتكللت مساعي الحسين ويحيى خان بالنجاح بعد اتصالات اجرياها مع شاه ايران . وقرر جلالة الحسين ان يعرج على طهران في طريق عودته الى ارض الوطن لتقديم الشكر لمحمد رضا بهلوي نيابة عنه وعن الرئيس الباكستاني . وتم نقل الخبر السعيد الى المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة الذي استضاف جلالة الحسين برفقة سمو الاميرة منى في استقبال مهيب اعرابا عن شكر البحرين اميرا وشعبا على مساعي جلالته بانهاء اطماع ايران بالبحرين والتي كانت حتى قبل زيارة الحسين لراولبندي تعتبر المقاطعة الرابعة عشرة من الامبراطورية الايرانية. ومما يجدر ذكره في هذا المقام ان البحرين كانت دوما عربية وكان واليها عند ظهور الاسلام هو المنذر بن ساوي وكان سكانها يتألفون من القبائل العربية امثال عبد القيس وبني ربيعة وبني تميم وعهد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الى العلاء الحضرمي بتولي الامارة فيها وقاد ال خليفة البحرين منذ عام 1783 وحتى يومنا هذا . وعند قيام الثورة الخمينية تفاءلنا خيرا بان تقلع الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الاطماع الفارسية القديمة والامعان في التصلب ازاء الجزر الاماراتية العربية الثلاث ابو موسى والطنبين الكبرى والصغرى واثارة الفوضى الهدامة في البحرين ولكننا ما زلنا نأمل بان يهديها الله بفتح صفحة جديدة مع الامة العربية قوامها الاخوة الاسلامية والجوار المشترك والتعاون الاقليمي البناء .