*
الخميس: 23 يناير 2025
  • 16 ديسمبر 2024
  • 18:06
الأرواح تتعانق.. الجدّ والحفيدة (روح الرُّوح) قصةُ فراق ولقاءٌ بالسَّماء

خبرني - أصبح أيقونة خالدة لدى الأحرار في كل أنحاء العالم، بعد الفيديو الذي انتشر له وهو يحتضن حفيدته "ريم" التي ارتقت شهيدة بعد قصف منزلهم من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل عام، هذا هو الشيخ خالد نبهان صاحب مقولة "روح الروح".


   بدأت قصته عندما ودع حفيدته "ريم" ذات الربيع الثالث من عمرها بعيون حزينة وحضن دافء، وكلمات انتشرت في كل أنحاء المعمورة، كيف لهذا الوداع أن ينسى وهو يحتضن حفيدته بطريقة بسيطة مقابل وجهه الذي يحتوي على تجاعيد الصبر والثبات ويقول لها يا روح الروح بدري، ليصبح أيقونة "روح الروح".  

 صحيح أن الشيخ خالد نبهان عرفه الجميع بعد هذا الفيديو وأصبح أيقونة فلسطينية تدل على بشاعة المحتل، لكنه كان معروفًا بين المواطنين والنازحين في مخيم النصيرات، صاحب اليد المعطاءة والمساعد لكل من طرق بابه، لكنه ارتقى شهيدًا بغارة إسرائيلية لتلتقي الروح بالروح عند باريها.

    من هو الشيخ خالد؟  

أبو أمجد نبهان الشقيق الذي يكبر الشيخ الشهيد خالد، قال إن الشيخ خالد تربى وترعرع في المخيم الجديد بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وكان محبوبًا من الجيران وأهالي المخيم لأنه صاحب دكان يبيع الخضروات والفواكه قبل الحرب.

   وواصل شقيق الشيخ خالد حديثه، "جاءت الحرب وخرجنا من بيوتنا بفعل الدمار الكبير الذي طال مخيم النصيرات، جلسنا في الخيام وجلس معي شقيقي وزوجته وأولاده، وفقد أخي حفيدته ريم وحفيده طارق بفعل غارة إسرائيلية على منزلهم، وأثر عليه هذا الأمر ولكنه تخطاه بفضل الله". 


  في كل صباح كان يخرج من خيمته في تمام الساعة السادسة صباحًا بعد صلاة الفجر وقراءة القرآن، ليستقل دراجته النارية ويتوجه لمواصي خانيونس لمساعدة النازحين وسط الخوف والقصف كما يبين شقيقه لشهاب. 

  يواصل أبو أمجد الحديث عن شقيقه الشهيد خالد ويقول: لم يغادر المكان الذي نزحنا إليه من أجل أمي، كان متعلق بوالدتي كثيرًا ولا يتحرك إلى مكان قبل الاطمئنان عليها وتلبية احتياجاتها.   وأوضح أن الحزن يسود مخيمنا بل قطاع غزة بعد رحيل أخي خالد صاحب الوجه الطيب، الذي يساعد كل من قصده، مشيرًا إلى أن السيرة الطيبة تنفع صاحبها وهذا ما حصل مع أخي الشهيد خالد بعد انتشار خبر استشهاده، قام بنعيه الجميع.   صاحب المبادرات الخيرية    ابن شقيقه أسامة قال خلال حديثه لشهاب "عمي لم يتوقف عن عمل الخير وتوزيع بعض الملابس الشتوية على الأطفال خلال فصل الشتاء الماضي مع استمرار الحرب، وكذلك مع بدء هذا الفصل لم يتوانى عن واجبه الإنساني، فخيام مواصي خانيونس وعائلاتها تشهد له بالخير". 

   ويكمل أسامة قائلًا:" كان عمي خيرًا معطاءً في كل مناحي الحياة، وخير مثال على ذلك ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات وهو يطعم القطط الضالة ويعتني بها، وفيديوهات مساعدة الصغار والكبار في مخيمات النزوح". 

  لم يتوانَ الشهيد الشيخ خالد نبهان عن الاهتمام بأسرته وبإخوانه وأولاده، كان يهتم بالجميع يتحسس احتياجاتهم بعيدًا عن إحراجهم، ويلبي ما يستطيع لهم كما أوضح ابن شقيقه أسامة.  آخر ما نشره   وكان آخر ما نشره الشيخ الشهيد خالد النبهان عبر فيسبوك قبل أسبوع، مقطع بعنوان "نحن على العهد باقون يا بلادي"، وأرفقه بوسم "روح الروح".   وظهر فيه نبهان بصورة ثابتة له رافعًا علامة النصر، وكلمات من أنشودة "هل نلتقي؟" تظهر على الصورة، تقول "هل نلتقي فالبعد مزق خافقي؟ هل نلتقي من بعد شوقٍ محرقِ؟".  ذهب الجسد لكن الروح حاضرة بين سكان قطاع غزة، طيف الشيخ الشهيد خالد نبهان لم يغب، منذ الإعلان عن خبر استشهاده ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بسيرته وتنشر صوره وفيديوهات خاصة به، الفلسطينيون ينعون الشهيد الشيخ خالد نبهان كل على طريقته الخاصة.

مواضيع قد تعجبك